هجوم موسكو من المستفيد؟
كتب الزميل جوني منير في الجمهورية مقال بعنوان هجوم موسكو وتعقيدات الشرق الاوسط حيث اشار الى انه مِن دون أدنى شك سيأخذ «هجوم موسكو» والتداعيات التي ستتأتّى عنه حيّزا أساسيا من التركيز الإعلامي العالمي. وللمرة الثانية في أقل من عام تشهد روسيا حدثا كبيرا مدويا، ولكن في الوقت نفسه يختزن الكثير من الغموض والأسئلة التي لا أجوبة واضحة لها.
لمرة الأولى كانت مع «انقلاب» قائد قوات فاغنر بريغوجين الذي أذهل العالم بانقضاضه على الداخل الروسي والزحف باتجاه موسكو بسرعة لافتة ومن دون عوائق أو مقاومة جدية من الوحدات العسكرية الروسية. وجاءت نهاية «الانقلاب» أكثر غموضا، ولم يَمح مقتل بريغوجين المتوقع من الأسئلة الكثيرة حول حقيقة ما حصل وخلفياته الفعلية.
والحدث الثاني جاء مع ضرب الإرهاب لموسكو هذه المرة، وبعد أيام معدودة على انتخابات الرئاسة الروسية والتي منحت تفويضا شعبيا كبيرا لفلاديمير بوتين مع أعلى نسبة أصوات على الإطلاق ليستمر في ولاية خامسة. لكن الانتصار الإنتخابي الكبير لبوتين لم يحل دون ظهوره بحال من الارتباك، ما جعله ينتظر زهاء 19 ساعة قبل أن يعمد الى مخاطبة الشعب الروسي المذهول من هَول ما حصل.
ولا شك بأن هجوم موسكو يمثّل خرقا أمنيا كبيرا على مستوى الإستخبارات ما يفتح باب التكهنات باحتمال حصول إقالات على مستوى الأمن الفدرالي حيث تجاوز العديد من مسؤوليه حاجز السبعين عاماً. والهجوم سيشكل فرصة مناسبة لبوتين للتخلص من بعض الذين «يُشاغبون» عليه في مقابل تعيين آخرين من الجيل الذي يدين بالولاء الصافي لبوتين.
لكن ثمة ما هو أبعد وأكثر أهمية لتداعيات هجوم موسكو، والمقصود هنا الاتجاه الذي سيسلكه الرد التأديبي أو الإنتقامي لروسيا. ففيما تبنّى تنظيم داعش فرع خرسان (أفغانستان) مسؤوليته عن العملية الإرهابية، كان سَعي القيادة الروسية منذ البداية لتوجيه اتهامات لأوكرانيا بالضلوع بالعمل الإرهابي، وهنا الزاوية الغامضة.