شبكة استجواب الاخبارية
تعمل شبكة استجواب الاخبارية من مقرها دولة لبنان وهي شبكة إخبارية تقدم محتوى مميزاً وتغطية شاملة لأخبار المنطقة والعالم من خلال شبكة متكاملة.

من قال إن العدو يريد إنهاء الحرب؟

لا يهمّ بنيامين نتنياهو اتهامه بإجراء مناورات مفتوحة، هدفها الفعلي تعطيل محاولات الاتفاق على وقف لإطلاق النار وتبادل للأسرى في غزة. ولا يغيظه حتى اتهامه بأنه لا يطرح تصوّره لليوم التالي. ففي الحالتين، هو يقول للجميع، لشعبه وجيشه، وللفلسطينيين والعرب والعالم كله، إن برنامجه يقوم على فكرة واحدة وهدف واحد: تهجير سكان قطاع غزة!
السؤال، بالنسبة إلى العدو، لم يكن يوماً حول شريك أو حليف أو متحالف أو خلافه، بل السؤال الوحيد هو حول كيفية القيام بالعمل نفسه الذي قام به الصهاينة يوم ارتكبوا الجرائم التي مهّدت لإعلان كيانهم. في غزة، يتصرف العدو كما قال أحد قادته الميدانيين: لا يوجد إطلاق نار في عسقلان لأنه لم يعد هناك فلسطينيون. وإذا أردنا وقف النار من غزة فعلينا تحويلها إلى عسقلان أخرى!وفق هذه العقيدة، يواصل العدو حربه المفتوحة منذ 7 تشرين الأول الماضي، والتي لا يبدو أنها ستنتهي قريباً. ويواجه مقاومة أسطورية من مقاتلين لم يبتلعهم البحر، وأناس يقيم الأحياء منهم فوق قبور الشهداء ولا يرحلون. لذلك، ليس لدى العدو أي برنامج عمل في المرحلة المقبلة، سوى تكريس الاحتلال، وفرض وقائع تعزّز فكرة أن غزة لم تعد مكاناً صالحاً للحياة، واستغلال كل فرصة لإخراج الناس منها، طوعاً أو غصباً.
غضب الشعوب المُعبَّر عنه بطرق مختلفة لم يتحوّل إلى فعل سياسي عند الحكومات في الغرب. ما تفعله أميركا، منذ اليوم الأول، لا يتجاوز «تحسين صورة المجرم وداعميه»، من الباب الإنساني، ولكن بطريقة تخدم فكرة الاحتلال وليس العكس.
بهذا المعنى، فإن ما يعرضه العدو في كل أوراق التفاوض، هدفه الفعلي تحرير أسراه من قبضة المقاومة، ثم العودة إلى حرب الإبادة مجدداً، وهو ما لا يعارضه الأميركيون مهما قالوا في تصريحاتهم.
الجديد، اليوم، لا يتعلق فقط بالهجوم الذي يُحضّر له ضد رفح، بل بإجراءات دائمة تجعل كل القطاع مقسّماً إلى مناطق، يهدف العدو إلى جعل قسم كبير منها غير صالح للسكن، ومنع الناس من العودة إليه نهائياً، مع بناء منطقة عسكرية فاصلة في وسط القطاع تمنع التواصل بين شماله وجنوبه إلا عبر نقاط عبور يسيطر عليها جيش الاحتلال.
وإلى المساعي الميدانية للعدو، قرّرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن السير خلف حكومة العدو، وهي «تؤمن» بأن الحل غير ممكن إلا بالقضاء على المقاومة في القطاع، ومنع أي دور لها في مستقبله أو في الإدارة الفلسطينية السياسية أو المدنية. وتريد أن تطلق في الأشهر المتبقية من ولاية بايدن حملة انتخابية عالمية تظهره بصورة «القائد الإنساني العالمي» الذي يعمل على مساعدة أبناء غزة ليقيهم شر الاحتلال ويمنع تحكّم المقاومة بمستقبلهم.
وعليه، قرّر بايدن أن يتولى الجيش الأميركي، بالتعاون مع الوكالة الأميركية للتنمية، إدارة عملية الممر الإنساني البحري الذي يتولى نقل المساعدات من قبرص إلى غزة عبر آليات يعدّها ويشرف عليها هذا الجيش، ويترك لقوات الاحتلال التحكم بنقاط الوصول عند الشاطئ، على أن يجد شريكاً غربياً، وهو يبحث الأمر مع الجانب البريطاني. وقد أجرت الإدارة الأميركية اتصالات ومارست ضغوطاً الشهر الماضي، وتوصّلت إلى خطوات عملية هي:
أولاً: إبلاغ قبرص بأن خطة «ألماثيا» التي عملت الحكومة القبرصية على إعدادها في الأشهر الخمسة الماضية، استُبدلت بعملية إنسانية، بإشراف أميركي، وأن ما يبقى من الخطة القبرصية هو استخدام مرفأ لارنكا كمركز للانطلاق وجمع المساعدات، والإبقاء على «صندوق ألماثيا» لدعم الممر البحري وتوفير تمويل له من أميركا وأوروبا والإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت.
ثانياً: تكليف القيادة الوسطى في الجيش الأميركي ووزارة الدفاع الأميركية، بالتعاون مع وكالة التنمية الأميركية (USAID)، إعداد الخطوات العملانية للمشروع.
ثالثاً: الاتفاق مع منظمة الغذاء العالمي التابعة للأمم المتحدة (WFP) على المشاركة من خلال تولي توزيع المساعدات داخل قطاع غزة، من دون التعاون مع وكالة «الأونروا» الخاصة بشؤون اللاجئين. وقد بدا أن هناك اتفاقاً متكاملاً بين واشنطن ودولة الاحتلال على استكمال عملية الإجهاز على هذه الوكالة، ومنع أي عمل لها، حتى ولو حصلت على تمويل من جهات أخرى غير الولايات المتحدة.

استعدادات العدو على الأرض
في هذه الأثناء، بدأت حكومة العدو العمل على عدة مستويات، منها الجانب الميداني المتمثّل ببناء وضعية ميدانية على شاطئ غزة المقابل لمنطقة الوسط، والتي يمر عبرها الطريق الواصل بين الشارعين الساحلي (الرشيد) والشرقي (صلاح الدين)، وتُعرف بمنطقة «نيتساريم» حيث كانت المستوطنة الإسرائيلية الشهيرة. وقد أعدّ العدو خطة متكاملة، بدأ العمل بها منذ نحو شهرين، من خلال توسيع الطريق بين الغرب والشرق بعرض يتجاوز 60 متراً، وبناء أساسات خرسانية على جانبي الطريق المرصوف حالياً بالحصى، تمهيداً لرفع جدارين من الناحيتين الجنوبية والشمالية، لحجب الرؤية من الجانبين وإقفال كل الثغرات التي يمكن للأفراد استغلالها للتنقل بعيداً عن نقاط التفتيش.
وتوجد في تلك المنطقة حالياً مستوعبات يستخدمها الجنود، إلى جانب غرف ميدانية هي عبارة عن خيم عسكرية مع طاولات وكراسٍ خاصة بالجنود، فيما تنتشر الآليات في نقاط تمّ تجريفها ووضع سواتر ترابية من حولها للحماية، خصوصاً بعدما بدأت المقاومة منذ ثلاثة أسابيع، رفع مستوى عمليات القصف على هذه المنطقة بالصواريخ وقذائف الهاون. وتتولى وحدات هندسية بمشاركة قوة استخباراتية تجهيز البنية التحتية لإقامة نقاط تفتيش للعابرين وفق آلية العمل القائمة في الضفة الغربية وعند مناطق الدخول إلى أراضي الـ 48، من خلال اعتماد معبر فردي هو عبارة عن مسار مقفل بالحديد من الجانبين، وضيّق بما لا يسمح بمرور أكثر من شخص، ثم عبور بوابات حديدية لا تسمح للعابر بالعودة من النقطة نفسها، على أن يخضع العابرون لنظام التعرّف الرقمي عبر تجهيزات رقمية ضخمة مرتبطة ببرامج خاصة تحتوي على داتا الفلسطينيين، وأخذ بصمات الوجه واليدين، إضافة إلى صورة شاملة تسمح بالتعرّف إلى الطول والوزن والعلامات الفارقة.
وفي الوقت نفسه، يستكمل العدو عمليات التجريف الواسعة في غالبية الأحياء الشرقية في مناطق الشمال والوسط وصولاً إلى الجنوب، ضمن خطة تهدف إلى منع أي وجود سكاني في تلك المنطقة كونها تشكل خطراً على غلاف غزة، كما يجري العمل على تجريف المناطق التي دُمرت في مناطق الشمال كافة. علماً أن الهجوم الأخير على مجمع الشفاء لم يستهدف فقط ضرب أي قدرة مدنية على إدارة المناطق أو إدارة برامج المساعدات، بل تدمير محتويات المجمع لمنع إعادة تشغيله سريعاً.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
بعد ابتعادها عن الساحة الفنية.. نيللي تكشف السبب القهوة منزوعة الكافيين.. هل تحتوي على مواد مسرطنة؟ "قادة ميدانيون بالحزب"... الكشف عن هوية شهيدين في غارة بافليه رسالة إسرائيلية "حادة" لـ88 نائبا أميركيا.. ماذا جاء بها؟ "ألقته في نهر التماسيح".. أم تتخلص من طفلها بطريقة صادمة بعد نجاحها المبهر.. مشكلة تقنية تواجه أول شريحة تُزرع في دماغ بشري مجلس الأمن الروسي: لا مكان في العالم للعقوبات غير الشرعية ولسياسة العزل والاستعمار الجديد المستشار الألماني: الصراع الأوكراني متواصل ولا حل في الأفق "أنصار الله" تعلن استهداف 3 سفن في خليج عدن والمحيط الهندي والبحر العربي بصواريخ باليستية ومسيرات نائب وزير الخارجية الروسي يناقش مع اللواء خالد حفتر الأزمة العسكرية والسياسية في ليبيا "سندخل رفح دون مساعدات"... هجوم إسرائيلي على بايدن بعد تعليق شحنات الأسلحة لماذا الطلاب الأمريكيون أكثر عروبة من الطلاب العرب؟ الخوارزميات تختار من تقتله الأسلحة الإسرائيلية في غزة.. ما معنى ذلك؟ تفاصيل خاصة عن المقترح الذي وافقت عليه حماس حماس: تعاملنا مع مقترح الوسطاء بمرونة عالية ولا نقبل بأي صفقة تحت الضغط العسكري كوخافي: فشلنا في اغتيال الضيف والسنوار ووقف الحرب السبيل الوحيد لاستعادة الأسرى كوخافي: "لا يمكن إعادة الرهائن دون وقف الحرب".. مسؤولون أمنيون: وقف شحنات الأسلحة الأميركية سيضر إسرائيل بحروب أوسع الأمم المتحدة: 360 ألف مبنى في غزة دُمّر بالكامل أو تعرّض لأضرار جزئية رفح تحت القصف واشتباكات بمناطق متفرقة بالقطاع تثبيت لإسناد غزّة وتعطيل للمناورات السياسية: حزب الله يرفع سقف المواجهة لبنان وإسرائيل يفضلان الحلّ مع الأصيل الأميركي وليس عبر الوكيل الفرنسي