الخوارزميات تختار من تقتله الأسلحة الإسرائيلية في غزة.. ما معنى ذلك؟
تُظهر تقارير الصحافة الاستقصائية التي نشرتها مجلة “لوكل كول” (ونسختها الإنجليزية، مجلة +972) في نيسان/ أبريل أن جيش الاحتلال أنشأ برنامج اغتيالات جماعية بحجم غير مسبوق، يمزج بين الاستهداف الخوارزمي والقبول العالي لوفيات وإصابات المارة.
ويكشف التحقيق عن توسع هائل في ممارسات القتل المستهدف السابقة التي اتبعها الاحتلال ويقطع شوطًا طويلًا نحو تفسير كيف ولماذا يمكن لقوات الاحتلال الإسرائيلية أن تقتل هذا العدد الكبير من الفلسطينيين بينما لا تزال تدعي الالتزام بالقانون الإنساني الدولي. كما أنه يمثل أفقًا جديدًا خطيرًا في التفاعل بين الإنسان والآلة في الصراع، وهو اتجاه لا يقتصر على الاحتلال.
لدى الاحتلال تاريخ طويل في استخدام عمليات القتل المستهدف، وخلال سنوات الانتفاضة الثانية العنيفة (2000-2005) أصبح الأمر مؤسسيًا باعتباره ممارسةً عسكرية، لكن العمليات كانت نادرة نسبيًا وغالبًا ما تضمنت استخدام ذخائر خاصة أو ضربات استهدفت فقط الأشخاص في المركبات للحد من الأضرار التي لحقت بالمارة.
ومنذ بدء حرب الإبادة، في اكتوبر\تشرين الأول الماضي،غيّر جيش الاحتلال وتيرة تحركاته. لقد تخلص من العملية القديمة المتمثلة في الاختيار الدقيق للأهداف من القادة المسلحين من ذوي الرتب المتوسطة إلى العالية، وبدلاً من ذلك اعتمد على التقدم المستمر في أدوات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تحديد الأهداف. ويقوم النظام الجديد تلقائيًا بغربلة كميات هائلة من البيانات الأولية لتحديد الأهداف المحتملة وتسليم أسمائها للمحللين البشريين ليفعلوا ما يريدون – وفي معظم الحالات، يبدو أن هؤلاء المحللين البشريين يوصون بشن غارة جوية.
تعمل العملية الجديدة، وفقًا للتحقيق الذي أجرته “لوكل كول” و”مجلة +972″، على النحو التالي: يقوم نظام يعتمد على الذكاء الاصطناعي يسمى “لافندر” بتتبع أسماء كل شخص تقريبًا في غزة، وهو يجمع بين مجموعة واسعة من المدخلات الاستخباراتية – من عروض الفيديو ورسائل الدردشة التي تم اعتراضها مرورا ببيانات مواقع التواصل الاجتماعي وصولا إلى تحليل بسيط للشبكات الاجتماعية – لتقييم احتمال أن يكون الفرد مقاومًا. لقد كان الأمر متروكًا لجيش الاحتلال لتحديد هامش الخطأ الذي كان على استعداد لتحمله عند قبول الأهداف التي حددها “لافندر”، وفي معظم فترات الحرب يبدو أن هذا الحد كان 10 بالمائة.
يتم تمرير الأهداف التي حققت هذا الحد أو تجاوزته إلى فرق العمليات بعد أن يقضي المحلل البشري ما يقدر بـ 20 ثانية في مراجعتها. وفي كثير من الأحيان، كان هذا يقتصر فقط على التحقق مما إذا كان الاسم هو اسم رجل (على افتراض أن النساء لسن مقاتلات). وتعتبر الضربات بهامش 10 بالمائة من النتائج الإيجابية الكاذبة – التي تشمل، على سبيل المثال، أشخاصًا يحملون أسماء مشابهة لمقاومي حماس أو أولئك الذين يتشاركون الهواتف مع أفراد عائلاتهم الذين تم تحديدهم على أنهم أعضاء في حماس – خطأ مقبولًا في ظل ظروف الحرب.