أنجي قصابيه: أقرأ القرآن الكريم باللغة الانكليزية واستند عليه في معظم معلوماتي

حاورتها : زينب برجاوي
تعتبر ان الأكل هو أكبر مخدر للإنسان، لا يمكن العلاج منه بسهولة، وفي الوقت نفسه لا يمكن تخفيف “الجرعات” للمدمن بسرعة كبيرة.. ولكنه لا شك سيساعد الطبيب متى ما شعر “بالفرق” شرط أن تُجيد التعامل مع “نفسيته” قبل “جسده”.. “الدايت” بالنسبة لها هو أسلوب حياة، هو باختصار مفهوم خاص للعلاج من “الثمنة المفرطة” لدى الدكتورة اللبنانية التي وصلت للعالمية بعمر صغير أنجي قصابيه.. هذا الحوار الشيّق خصت به مجلة استجواب، وكان لنا في الختام إعلان عن مفاجأة مرتقبة بعد شهر رمضان المبارك.

– في البداية .. لو تعرفينا أكثر عن نفسك دكتورة أنجي؟
باختصار أنا شخص يحب التغيير في حياة الآخرين للأفضل، لا أستطيع القول أنني “مختصة” بالدايت او دكتورة .. قد أميل لأن أكون معالجة نفسية ولكن ليس بالطريقة المتعارف عليها لأنني أعتبر أن الإنسان عبارة عن دماغ وأمعاء .. حين يكون الدماغ غير مرتاح تكون العلاقة تلقائية مع الأكل، إما يأكل أكثر أو لا يأكل أبداً وهذه الأشياء تؤثر على الأمعاء والمعدة ..
على سبيل المثال حين يكون لدينا امتحان في المدرسة تؤلمنا المعدة لأن الضغط يُصيبها بالدرجة الأولى، ولذلك أنا أعالج المصران حتى يضعف لأن “الدايت” بطريقة غير مباشرة هو الحياة ..
حين تكون الفتاة غير مرتاحة مع نفسها، أول ما تراه هو جسدها، حين تحاول ان ترتدي الثياب لا يعجبها الشكل وتقول إنها لن تأكل، ولكنها سرعان ما تضعف متى ما أشمّت رائحة الطعام، وتعود للدوامة نفسها بأنها لن تنجح ..
أي مشكلة تعترضنا تؤثر علينا شخصيا ونفسيا وتؤثر على من يكون حولنا سلبيا وتؤثر على عملنا وعلى حياتنا بأكملها.. لأنه حين فقدان الإنسان للثقة اللازمة بنفسه يؤثر على الأشخاص من حوله، ويؤثر على تعامله مع الآخرين، وعلى ثقتهم بكل ما ينطق به.

– هل هذا ما يميز “ريجيم” أنجي عن غيرها من الأطباء ؟
ضميري لا يسمح لي أن يأتي أحد الأشخاص للعلاج وان اكتب له “دايت” على ورقة وانتهى الأمر.. لأنه اليوم هنالك حقيقة لا مفر منها، إن تصفحنا الانترنت سنجد الاف “وصفات الدايت” المتوفرة مجاناً وبالتفصيل، فلماذا نأخذ بدل مادي عن ما هو موجود؟.. لا ابدا بالنسبة لي حين يخرج أحد الزبائن من عيادتي -حتى وان لم يعد مرة ثانية- على الأقل يجب ان يكون قد خرج بإفادة واحدة على الأقل لاستخدامها في حياته .
من يزورني يعرف كم أتكلم.. نعم أتكلم كثير لأن هذا ما سيبقى لمن يريد الحمية.. وليس الورقة و “الدايت” المكتوب.. انا افسر لهم ما هو الأكل .. لذلك أتكلم كثيرا وأعطي الكثير من وقتي وحين انتهي من عملي اتابع الحديث مع الناس .. وكثيرا ما أقلق من “زعل” أحدهم في حال تأخرت بالرد عليه.. لذلك استغل الفرصة .. في ايام العطلة في لبنان اعمل في الخارج وفي عطلة الخارج اعمل في لبنان أيضاً.
لو سألتم زوجي كم ساعة يراني في اليوم لقال لكم أننا نلتقي فقط حين يصبح وقت النوم.. حين يخبرني مسبقا أننا سنخرج لأحد الأماكن او اننا مدعووين لأحد الفعاليات تحصل مشكلة كبيرة بالنسبة لي، لأن نهاري بأكمله سيكون خارج العمل لأننا كفتيات بحاجة للبحث عن مكياج وملابس وتحضير وما إلى هنالك.. وهو ما يحتاج للكثير من الوقت، وفي هذا النهار يكون اصلا قد تكدس عليّ عمل 3 ايام للخلف.

– ولكن رغم ذلك..نجدك فاعلة وغير مقصّرة ابدا في حضور المناسبات والمشاركة على وسائل التواصل الإجتماعي؟
نعم على قدر استطاعتي.. حين أكون خارج لبنان مكتبي في منزلي ويفرقهما باب واحد فقط، أهتم كثيرا بطريقة اكلي لأني اتعرض لضغوطات كبيرة خلال عملي.. والنصائح التي اقدمها، أُطبقها “أنا” قبل الجميع، وانا من الاشخاص الذين يحبون الاضطلاع يعني انني لا اقف عند حد معين من المعلومات ولا اشعر يوما انني املك كافة المعلومات، ودائما اشعر ان هناك شيئ جديد وان هنالك ما يتغير بطريقة حياتنا، ولذلك دائما هنالك أشياء جديدة نحن بحاجة لها..
لو عدنا قليلا للوراء لوجدنا ان اجدادنا كانوا يعيشون لأكثر من 90 عاماً، الآن عدد كبير من الوفيات بعمر 30 و40 سنة من دون ان يكونوا مصابين بأمراض، وذلك لأن اجسامنا لا تأخذ ما هو صحي لتعيش بطريقة صحيحة وصحية وللمدى الطويل مع الطاقة الكافية، يجب ان نأكل ونغذّي الخلايا وما نأكله اليوم لا يغذيها.

– نشعر اليوم وكأن كل “دكتور” له مدرسته الخاصة في الحمية الغذائية؟
تخيلي اليوم هناك من يتحدث عن قدرته على إعطاء الدايت من خلال القرآن الكريم “أستغفر الله”.. تتصلين به وتقولين له اسمك ونيتك، فيقول لك ما يمكن أكله وما لا يمكن أكله بعد فتحه للقرآن الكريم! تخيلي انهم باتوا يحاولون الكسب المادي والاستفادة من القرآن الكريم بهذه الطريقة الخاطئة.. في الوقت الذي بإمكاننا ان نستفيد من القرآن الكريم بعشرات الطرق والوسائل الأخرى..
أنا على سبيل المثال معظم المعلومات التي استخدمها هي من القرآن الكريم، لأن كل ما تريدينه موجود في كتاب الله، وهو آكثر من مجرد كتاب دين..
نحن اشخاص مغلقين وسطحيين ونرفض الاضطلاع والتعرف على القرآن بالطريقة الصحيحة، لو تعرفنا بشكل صحيح عليه لتمكنا من العيش لمئة سنة طبعا بقدرة الله عز وجل.. القرأن الكريم هو أول من عرفنا على التين والزيتون والعسل بألوانه وأن النحلة لها بطون.. انا لا اعرف كل التفاصيل لأنني للأسف لم أكن أجيد اللغة العربية وكنت اضطر لقراءته باللغة الانكليزية.

– ما هو نوع “الدايت” الذي تعتمدينه مع تعدد الخيارات هذه الأيام؟
انا لا أتبع جميع الطرق المعتمدة، ولا أقوم بالفحص الذي يحدد نوعية الاكل الذي يحتاجه الجسم وما لا يحتاجه، لأن “من هدفه ماديٌ ” هو فقط من يطلب هذا الفحص.. خصوصا انه من الطبيعي انه سيكون هناك دوما قاسم مشترك هو الحليب او الطحين وما إلى هنالك من مشتقاتهما.. بمعنى آخر انك ستكونين كمن يدفع للا شيئ..
انا لا أحرم المرضى من اي نوع من الطعام لأن دماغ الإنسان عبارة عن 60 % من الكربوهيدرايت و10 % من الدهون .. ولا تستطيعين حرمان الدماغ من أي شيئ لأن نشاطه سيقل ولن يتمكن من التركيز على كل شيئ.

– في الختام.. كثيرون يسألون كيف وصلت أنجي للعالمية ولشخصيات مشهورة؟ وهل لا زلت على تواصل معهم؟
في البداية هذه هي قدرة ومشيئة الله، وأنا من الأشخاص المؤمنين بالله كثيرا والمرتاحين لربهم ولا أُخطئ بحق أحد.
أنا أعلم أنني إذا أخطأت اليوم بحق أحد، فإن الله سيردها لي في اليوم الثاني بطريقة بشعة، لأنني أستحقها ولأنه يحبني ويخاف عليّ ولأنه يريدني أن لا أعود للخطأ مجدداً.
أنا وصلت للعالمية “بفرصة صغيرة”.. كنت لا زلت طالبةً في بلغاريا حينما ذهبت لأشتري قطعة قماش في أحد الأيام، فوجدت امرأة تبكي وأخبرتني أنها قد ذهبت مع ابنتها لدكتورة “دايت” فحطمت لها نفسيتها وأدخلتها في ضغط كبير بعد أن أكدت لها أنها لن تضعف أبداً وأنها ستبقى كما هي عليه، واليوم ابنتها في المستشفى ولا تأكل شيئاً.. فطلبت الحديث معها وبالفعل زرتها لاحقاً في المنزل وأصبحنا على تواصل دائم، وأكدت لها أنني سأعطيها أنا “الدايت” وسأساعدها لتضعف.. وبالفعل هذا ما حصل وقد ضعفت بشكل كبير جداً ولا زالت حتى اليوم على تواصل معي.
بعد نحو أسبوعين من ذلك، يتصل بي احد المرشحين لرئاسة الحكومة البلغارية، وانا كنت حينها لا أعلم شيئاً عن السياسة والسياسيين، وقال لي أنه يريدني أن أساعده في “الدايت” كما ساعدت الفتاة، فاتفقنا على موعد بعد اسبوع وكنت حينها لا أملك عيادة أصلا ولا زلت أدرس.. وبالفعل جاء بعد أسبوع وبدأنا بالدايت، وبعد نحو ٣ أشهر تمكن من خسارة ٣٠ إلى ٣٥ كيلو، وحين جاء وقت الإعلان عن فوزه برئاسة الحكومة سأله الجميع عن التغيير الكبير في شكله وكيف استطاع ذلك بهذه الفترة القياسية، فأجابهم أن هنالك دكتورة لبنانية هي صاحبة الفضل بذلك..
أنا على ثقة أنني حين ساعدت الفتاة عوّضني الله بما حصل معي لاحقاً.. ومنذ ذلك الحين بدأت تأتي العروض شيئاً فشيئا، تم افتتاح استديو ببلغاريا لشركة المونن برازر ونفس الامر في امريكا، وبعدها سألوني ان كنت اريد العمل مع بريتني سبيرز وسيلفستر ستالون وهكذا بهذه البساطة.. رضا الله عني هو من ساعدني أولا وأخيرا وانشاء الله بعد شهر رمضان المبارك سيكون هناك إعلان مهم سيعلم الجميع عنه، وسيكون إنجازاً جديداً في مسيرتي.