مقترحات جديدة لإحياء المفاوضات | العدو للمقاومة: التبادل مقابل وقف هجوم رفح
في محاولة تبدو «الأخيرة» قبل الشروع في تنفيذ عملية عسكرية في رفح جنوبي قطاع غزة، يسعى العدو الإسرائيلي، والوسطاء، وخصوصاً المصريين، إلى مقايضة الامتناع عن تلك العملية، بصفقة تبادل واتفاق هدنة مؤقّتة مع المقاومة الفلسطينية. وإذ يبدو الطريق نحو مهاجمة رفح، بالنسبة إلى إسرائيل، سالكاً، ولا يحتاج العدو لقطعه سوى إلى أيام قليلة، فإن الأخير يستغلّ هذه الوضعية العسكرية لممارسة أكبر ضغط ممكن على حركة «حماس»، لدفعها نحو التنازل. وعلى ما يبدو، فإن إسرائيل، وكما كانت تفضّل منذ البداية، تسعى هذه المرّة أيضاً، وفقاً لموقع «واينت»، إلى تنحية قطر جانباً، والتركيز على الجانب المصري كقائد لهذه المفاوضات؛ إذ إن الدوحة، وفق ما تتهمها به تل أبيب، «لم تمارس الضغط المطلوب على حماس، ولم تغلق حسابات قادة الحركة ولم تنفِ الأخيرين المقيمين لديها مع عائلاتهم». كما أن إسرائيل ترغب في إعطاء مصر ثقلاً أكبر، بسبب العملية العسكرية التي تخطط لها في رفح، بالقرب من الحدود المصرية.وبحث «كابينت الحرب»، أمس، في خطّة الاجتياح، والتي عُرضت كذلك على المجلس الوزاري المصغّر. وكرّرت وسائل الإعلام العبرية، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، «سمفونية» أن اجتياح رفح ضروري في إطار الضغوط العسكرية الممارسة على «حماس» لتليين موقفها في المفاوضات، وهو ما قيل كذلك قبل العملية العسكرية التي بدأتها إسرائيل في خانيونس قبل أشهر، والتي أفضت في النهاية إلى سحب قوات الجيش من المدينة من دون أن تليّن «حماس» موقفها. وأتت الاجتماعات الإسرائيلية، غداة لقاء جمع رئيسَي أركان الجيش، هرتسي هليفي، و«الشاباك»، رونين بار، مع مدير المخابرات المصرية، عباس كامل، بهدف «تنسيق العملية العسكرية في رفح»، لكي تضمن مصر ألا يؤدي ذلك إلى تدفق الفلسطينيين النازحين في المدينة في اتجاه أراضيها. وفيما نشرت وسائل إعلام عبرية صوراً التقطتها الأقمار الاصطناعية تُظهر إنشاء «مدينة خيام» بالقرب من خانيونس لإيواء النازحين المنوي إخلاؤهم من رفح، أفادت «القناة 12» بأن إخلاء النازحين قد يستغرق حتى شهراً، علماً أن اجتماعاً افتراضياً بتقنيّة الفيديو عُقد أخيراً بين وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي، تساحي هنغبي، ومسؤولين في الإدارة الأميركية لبحث خطة الاجتياح، وفيه تبيّن أن «إسرائيل تطرح خطة على مراحل، حيث تخطط لاقتحام حيٍّ تلو آخر».