ماذا يعني الاعتراف الدولي بفلسطين؟
أعادت معركة طوفان الأقصى القضية الفلسطينية إلى الساحة الدولية من جديد بعد سنوات من الصمت الدولي، وكأن شيئا لم يكن، منذ الاعتراف بدولة الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية عام 1948.
ومنذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023 تشن حكومة الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة راح ضحيتها أكثر من 35 ألف شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، غير آلاف المصابين والمفقودين، فيما تدمرت البنية التحتية للقطاع بشكل كامل، في حين يمارس الاحتلال حرب تجويع لسكان القطاع بالكامل.
وبات اعتراف بعض الدول بدولة فلسطين خبرا يتصدر المشهد في حدث غاب عن الأجيال الحالية حتى بما فيهم أبناء وأحفاد المستوطنين الذين هجروا من بلادهم الأصلية للاستيطان بالأراضي الفلسطينية، وربما تشهد الأيام القادمة اعتراف عدد من الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية على رأسها إسبانيا، التي أعلنت وصرحت مرارا وتكرارا باستعدادها للاعتراف بدولة فلسطين إلا أنها لم تحدد موعد الاعترافالبداية من إسبانيا
ورغم دعم دول الاتحاد الأوروبي للاحتلال الإسرائيلي، إلا أن إسبانيا كانت من الدول الأولى التي أعلنت استعدادها للاعتراف بدولة فلسطين أملا في إيجاد حل لأقدم احتلال في العالم وانتهاء الأزمة بإعلان حل الدولتين، حين صرح رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في نيسان / إبريل الماضي جاهزية بلاده للاعتراف بالدولة الفلسطينية، في إحاطة للبرلمان حول جولته في الشرق الأوسط والموقف الإسباني المتعلق بنية مدريد الاعتراف بفلسطين كدولة مشيرا إلى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية مصلحة جيوسياسية لأوروبا.
ووافقت إسبانيا على اتخاذ الخطوات الأولى نحو الاعتراف بدولة فلسطينية، بالتعاون مع زعماء آخرين من أيرلندا ومالطا وسلوفينيا، وفق ما أعلن سانشيز، في الوقت الذي تشهد فيه المدن الإسبانية تظاهرات مستمرة داعمة لفلسطين ومطالبة بإنهاء حرب الإبادة على غزة ووقف إطلاق النار الفوري، كما تطالب الحكومة الإسبانية والمجتمع الدولي بـ “اتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة وفعالة ضد إسرائيل، ووقف تجارة السلاح معها، ومقاطعة الشركات المشاركة في المجزرة”.
إسبانيا التي لم تحدد موعد الاعتراف إلا أن بعض التسريبات الصحفية التي أعلن خلالها أن الاعتراف قد يكون في حزيران / يونيو المقبل، لم تدخر جهدا في إقناع دول أخرى بوجهة نظرها في طريق اعترافها بدولة فلسطين، حيث وافقت دول عربية والاتحاد الأوروبي خلال اجتماع في إسبانيا في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي على أن حل الدولتين هو السبيل لحل القضية الفلسطينية.
ويواصل رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز جهوده لحشد الدعم من أجل الاعتراف بدولة فلسطينية، وقال إن هناك “مؤشرات واضحة” في أوروبا إلى أن دول القارة مستعدة لاتخاذ هذه الخطوة.