قواعد جديدة للعبة
يبدو ان المنطقة دخلت بأكملها في سياق جديد، عنوانه المواجهة المباشرة بين إيران و»إسرائيل». وتبيّن في هذه المواجهة من عنوانها الأولي بعد الهجوم، أنّ «إسرائيل» أضعف من أن تكون قادرة منفردةً، على مواجهة استراتيجية متكاملة، وهجوم بمزايا متنوّعة من قبل أطراف محور المقاومة. ومن شبه المؤكد، أنّه لولا أميركا وفرنسا وبريطانيا ومعها الأردن، لكانت تداعيات الهجوم الإيراني أكبر بكثير مما حصل.. وعلى الرغم من استخدام طهران، في عملية «الوعد الصادق»، جزءاً صغيراً فقط من قدراتها، أجمع المحللون والمسؤولون «الإسرائيليون» على أنّ إيران لا تخاف «إسرائيل»، بل هي تثق بقدراتها وتغيّر قواعد اللعبة بالفعل.
منذ أكثر من ثلاثة عقود، لم تجرؤ أي دولة على الاقتراب من حدود كيان الاحتلال، ناهيك بتنفيذ هجوم بداخلها. وعليه، كسرت إيران خطاً أحمر، مؤكدةً لإدارة الحرب الإسرائيلية، وفق «فايننشال تايمز»، أن طهران أكثر جنوناً مما تدركون، «ونحن على استعداد لتحمل عواقب الحرب إذا لزم الأمر. وإيران لم تستخدم أفضل وكل ما لديها من قدرات كماً ونوعاً، ما يعني أنّ طهران قادرة فعلاً على أن ترد بهجوم مضاعف».
وقد أكد الصحافي «الإسرائيلي» المقرب جداً من جهاز «الموساد» رونين برغمان أنّه لو تم تصوير وقائع اللقاءات الأسبوع الماضي وبثّها بشكل مباشر على «يوتيوب»، «لكان هناك 4 ملايين شخص (نصف مستوطني الكيان) في «إسرائيل» يبحثون عن سبيل للفرار.