مشهد ثقافي واجتماعي في مهرجان فن الجداريات
وضعت هيئة الفنون البصرية جدران أحد المباني القديمة بحي “المغرزات” في العاصمة السعودية الرياض تحت تصرُّف “بسمة فلمبان”، والبريطاني “سيدار لويسون”، القيِّمَين الفنيين على “مهرجان رش فن الجداريات 2023″، الذي انطلق 15 نوفمبر الماضي.
وأسهم القيِّمان الفنيان خلال الفعالية في إخراج الفنون الجدارية من دواخل المبنى إلى أسواره لتغيير مجرى تاريخه، ونقله من الماضي إلى حاضرٍ يحمي الفن من آثار الزمن.
وخلال المهرجان، الذي أصبح نقطةَ التقاءٍ عالميةً لمحبي الفن الجداري وعشاق تفاصيله، أحدثت هيئة الفنون البصرية مواءمةً جديدةً بين كبار وصغار الرسامين، حيث جمعت بين مختلف المفاهيم والرؤى القديمة والحديثة في نقاشاتٍ وورش عمل، انعكست نتائجها على جدران مبنى المغرزات، ما أسهم في إعادة التعريف بالتراث البصري الغني لكشف عددٍ من الرؤى الجمالية، وبناء مجموعةٍ من المفاهيم الإبداعية.
وقدم عددٌ من الفنانين المختصين في مجال الجداريات والرسومات والفنون ورش عملٍ وبرامج ومحاضراتٍ لزوار المهرجان للتعريف بمصادر فن الجداريات، ومناقشة دور الأماكن العامة في تحديد مستقبله.
أما الزوار فقد عاشوا في زوايا الحدث الذي يعدُّ انعكاساً حياً لروح الفنون النابضة بالحياة وقضوا أوقاتاً مميزةً، إذ تجولوا بين أركان عربات الأطعمة المنتشرة في أروقة المكان، ومتاجر الأزياء التي وفرت خياراتٍ متنوعةً من الملابس وأدوات التزلج، إضافةً إلى أدوات الرسوم الجدارية.
وتناولت فعاليات المهرجان مزيجاً من الموضوعات الرائجة في الفنون الجدارية وعملت على إثراء الفن الحديث، وتجديد التصوُّر البصري والمكاني لجدران مبنى المغرزات، الذي أصبح مثالاً على قدرة الفن وقوته في تمكين وإلهام المجتمعات.
المهرجان جمع أكثر من 30 فناناً محلياً وإقليمياً وعالمياً، و50 متحدثاً وموسيقياً ومؤدياً، أسهموا جميعاً في خلق تبادلٍ فني بين المجتمعات، ونقل تجربةٍ متكاملةٍ لثقافة فن الجداريات.