ماذا يريد بوتين من الصين؟
في أول رحلة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى الخارج منذ فوزه في الانتخابات، في مارس الماضي، توجه إلى بكين للقاء الزعيم الصيني، شي جين بينغ، خلال قمة مصغرة ركزت على مقاومة الضغوط الغربية.
والزيارة، التي تستغرق يومين، أثارت تساؤلات عن سببها وأهميتها في الوقت الحالي، فيما أوضحت صحف دولية وخبراء أن الرئيس الروسي يسعى من خلالها إلى الحصول على بعض المكاسب لتعزيز موقف موسكو في مواجهة الغرب مع استمرار غزو أوكرانيا.
وخلال اللقاء الثنائي، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن بوتين صوَّر نفسه والزعيم الصيني على أنهما مدافعان عن الاستقرار العالمي والمساواة بين الدول ضد هيمنة الغرب.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الزيارة تعطي لبوتين فرصة أيضا ليثبت للشعب الروسي أنه لا يزال لديه أصدقاء أقوياء، وهي رسالة غالبا ما يتم التأكيد عليها من قبل وسائل الإعلام الحكومية.
وقال بوتين أثناء حديثه مع شي أمام الصحفيين قبل المحادثات: “إن تعاوننا في الشؤون العالمية اليوم هو أحد عوامل الاستقرار الرئيسية على الساحة الدولية”.
وأضاف “إننا ندعم معا مبادئ العدالة والنظام العالمي الديمقراطي الذي يعكس الحقائق متعددة الأقطاب التي يرتكز عليها القانون الدولي”.
وفي حديثه لوسائل الإعلام الرسمية الصينية قبل زيارته للصين، قال بوتين إن موسكو وبكين لديهما هدف مشترك في الوقوف في وجه الولايات المتحدة وحلفائها. وقال لوكالة أنباء الصين “شينخوا”، التي تديرها الدولة: “نحن نرفض أيضا المحاولات الغربية لفرض نظام قائم على الأكاذيب والنفاق، وعلى بعض القواعد الأسطورية التي لا أحد يعرف من صنعها”.
منفعة اقتصادية متبادلة
وقال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة “جورج تاون”، أليكس فوغل، لموقع الحرة: “هذه الزيارة مهمة بشكل كبير، لأنها تؤكد على التحول الذي يشهده اقتصاد روسيا ومجتمعها”، مضيفا أنه “لم يحدث قط، منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، أن كانت روسيا بعيدة إلى هذا الحد عن أوروبا، ولم يحدث قط في تاريخها بالكامل أن كانت متشابكة إلى هذا الحد مع الصين”.
وتابع أنه “بعد عامين من الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية المؤلمة، يعترف بوتين بأهمية الصين بالنسبة لروسيا على مختلف المستويات