“حماس بعيدة كل البعد عن الهزيمة”.. تحليل يتناول أسباب صمود الحركة
نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية تحليلا يتناول فشل الاحتلال الإسرائيلي في هدفه المعلن من العدوان على قطاع غزة بالقضاء على حركة “حماس“.
التحليل الذي كتبته الباحثة في شؤون الشرق الأوسط بيفرلي ميلتون إدواردز، تحدث عن أن حركة المقاومة الفلسطينية لا تزال تقف على قدميها، وتوقع الخسائر في صفوف قوات الاحتلال بعد مرور أكثر من 220 يوما على العدوان.
وتاليا الترجمة الكاملة للتحليل:
كان إعلان يوم السبت بأن إسرائيل حولت قواتها لقمع حركة حماس في شمال غزة هو أحدث دليل على أن الجماعة الإسلامية بعيدة كل البعد عن الهزيمة، فلقد أثبتت حماس أنها عدو هائل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر من السنة الماضية، عندما قام عدد صغير نسبيًّا مدربا تدريبًا جيدًا من قواتها باختراق حدود إسرائيل شديدة التحصين. وعلى الرغم من تفوق الجيش الإسرائيلي من حيث العدد والتدريب والمعدات، فإن قوات حماس سرعان ما تغلبت على مواقع المراقبة العسكرية والقواعد وحتى المقرات الإقليمية.
ويعتبر قسم كبير من بقية العالم مقتل نحو 1200 إسرائيلي في ذلك اليوم عملًا إرهابيًّا وحشيًّا. وترى حماس ومؤيدوها أن هذا نصر غير مسبوق منحه الله لهم، وقد تحول الآن إلى أسطورةوبعد مرور سبعة أشهر، فشلت إسرائيل في تدمير حماس كقوة عسكرية وسياسية. كما أن إسرائيل لم تتمكن من القضاء على قادة حماس الرئيسيين الذين خططوا لهجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر. وحتى لو حدث ذلك، فهناك كل الدلائل على ظهور قادة جدد متمرسين في القتال ليحلوا محلهم.ادعاء الانتصارات
في الأسابيع والأشهر الأولى من الحرب، لم يتوقع سوى قليلين أن ينجو الجناح العسكري للمنظمة، كتائب عز الدين القسام، من الهجوم الإسرائيلي الحتمي، ولكن في كثير من النواحي كان كذلك.
وفي مواجهة الهجوم الإسرائيلي، كان لدى حماس الآلاف من المقاتلين المتفانين الذين اعتقدوا أن الموت في المعركة يضمن لهم مجد الاستشهاد، ومكانًا في الجنة، والتحرر من كونهم شعبًا محاصرًا ومحتلًا.
تمتلئ قناة التليغرام التابعة لكتائب عز الدين القسام كل يوم بالتقارير ومقاطع الكاميرا الخاصة بالمعارك والكمائن والهجمات في الوقت الفعلي ضد القوات الإسرائيلية. كل انتصار صغير يحققه مقاتلوها على الأرض في غزة يتردد صداه ملايين وملايين المرات في جميع أنحاء العالم في وسوم حماس والنقرات التي تشارك مقاطع الفيديو الرائعة التي تنتجها إدارة الاتصالات في كتائب عز الدين القسام.
وإسرائيل محقة في مطالبتها برؤوس بعض من حماس في هذه المعركة. وقد تعرض كبار القادة الميدانيين لكتائب القسام، الذين تم إطلاق سراح العديد منهم في عمليات تبادل أسرى مع إسرائيل في الماضي، للاغتيال.
غالبًا ما يأتي هذا بتكلفة باهظة من الأضرار الجانبي، وكان المثال الأبرز على ذلك هو الهجوم الجوي على مخيم جباليا للاجئين في 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، الذي أدى إلى مقتل إبراهيم البياري، القائد بكتائب القسام، لكنه خلف أيضًا ألف قتيل وجريح فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. وعلى الرغم من إدارتها من قبل حماس، أخبرتني مصادر استخباراتية إسرائيلية أن الوزارة غالبًا ما تقلل من أعداد الضحايا.