«قنبلة» النزوح لا حلول لها… بكركي تعدّ «خارطة طريق»
تسود حالة من الترقب والتخبط في آن واحد على الساحة الداخلية، في ضوء ارتباك واضح وفوضى في مقاربة ملف النزوح السوري، عشية جلسة نيابية ستكون مناسبة جديدة لحفلة «زجل» ومزايدات «لا تغني ولا ثمن عن جوع».اما الترقب فيبقى جنوبا، بعدما اجهض رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو جولة التفاوض في القاهرة، في ظل تصاعد المخاوف من تداعيات دراماتيكية على مختلف جبهات المساندة ومنها الجبهة اللبنانية. وفيما يحاذر الجميع نعي المفاوضات، شكك مسؤولون اوروبيون بامكانية ان يسيطر «الكلب» الاميركي على «ذنبه» اسرائيل، حسب تعبير صحيفة «الغارديان» البريطانية، على الرغم من خروج الخلاف التكتيتي حول الاولويات الى العلن، مع اعلان الرئيس الاميركي جو بايدن تعليق واردات الاسلحة لكيان العدو، عقب البدء بعملية عسكرية في رفح.«الكباش» السياسي العلني بين رئيس اميركي يبحث عن «ماء وجهه» عشية انتخابات رئاسية يترنح فيها، بعد ان بلغت «ثورة» التقدميين في حزبه خطوطا حمراء غير مسبوقة، وبين رئيس حكومة الاحتلال الباحث عن صورة نصر لم يحصل عليها طيلة 8 اشهر في حرب الابادة ضد الفلسطينيين في غزة، سيدفع ثمنها الشعب الفلسطيني المزيد من دماء ابنائه، ودمار ما تبقى من مظاهر حياة في القطاع، بانتظار انتهاء المناورة السياسية والعسكرية الجديدة، عقب الاعلان عن مغادرة وفدي حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي القاهرة عقب جولة مفاوضات امتدت يومين، وانتهت دون الوصول الى اتفاق، بعدما انقلبت «اسرائيل» على التفاهامات التي صيغت من قبل رئيس الاستخبارات الاميركية وليام بيرنز.
ماذا عن حرب الشمال؟
وفيما نقلت صحيفة «هآرتس الاسرائيلية» عن مسؤولين «إسرائيليين» قولهم إنه يجب على «تل أبيب» الاستماع إلى التحذيرات الأميركية ، وإلا ستجد نفسها أمام وضع معقد، لان وقف المساعدات العسكرية الأميركية لـ «تل أبيب»، سينعكس سلبا عليها إذا اندلعت حرب في جبهات أخرى، برزت في الساعات القليلة الماضية المزيد من التساؤلات حول المسار الذي تتجه اليه الجبهة الشمالية، تزامنا مع التعقيدات في المشهد الديبلوماسي، وارتفاع لهجة التهديدات «الاسرائيلية» وعمليات الاغتيال في العمق اللبناني. والبارز خلال الساعات القليلة الماضية، نجاح حزب الله في رفع نسق المواجهة الى مرحلة جديدة ترجمها عمليا بهجمات نوعية، من خلال دمج العمل الاستخباراتي، واستخدام المسيرات الانقضاضية، والصواريخ الثقيلة، وكان الانجاز بالامس اصابة غرفة عمليات قيادة المنطقة الشمالية المستحدث في مستوطنة» كفرجلعادي» بطائرة مسيرة متطورة وهو ما اعتبرته وسائل اعلام العدو «كسرا للتوازن»من خلال استهداف «الخاصرة الرخوة لاسرائيل».
ما حدود التصعيد؟
وفيما كرر وزير الحرب «الإسرائيلي» يوآف غالانت في ما وصفه بحديث إلى الأعداء والأصدقاء، أن «إسرائيل» ستفعل ما يلزم لتحقيق أهدافها العسكرية في قطاع غزة وفي الشمال، حذر معهد بحوث الامن القومي «الاسرائيلي» من مخاطر تدهور لا يمكن السيطرة عليها على الحدود الشمالية، بسبب تمسك حزب الله بالقتال اذا استمرت الحرب في قطاع غزة، او بسبب خطوة «إسرائيلية» واسعة النطاق تتجاوز «قواعد اللعبة» مع حزب الله.