مظاهر “داعشية” في عكّار توقظ حلم “الإمارة”؟
يحتلّ الوضع الأمني في لبنان صدارة الأحداث. ولا يتوقّف الموضوع على الحدود الجنوبية واحتمال توسّع الحرب، بل تتزايد المخاوف من انفلات الوضع الأمني وسط انفلاش عصابات القتل والسرقة والخطف والاغتصاب والإيقاع بالضحايا عبر شبكات التواصل الاجتماعي. ويأتي ملف انفلاش النزوح السوري عاملاً جديداً للتفجير وسط مخاوف انصياع المسؤولين لرشوة المليار يورو من الإتحاد الأوروبي.
تفاجأت الأجهزة الأمنية والقضائية بسلوك خاطفي منسق «القوات اللبنانية» في جبيل باسكال سليمان طريق الشمال وصولاً إلى عكّار، ومنها إلى الحدود السورية، وذلك بدلاً من سلوك طريق ضهر البيدر- البقاع أو جرود جبيل، وهذا الأمر أعطى مؤشّراً على تبدّل عمل العصابات والطرق التي تسلكها والبؤر التي تحتمي فيها. ويرفض أبناء وفاعليات عكّار استعمال أراضيهم للجرائم المنظمة، ويطالبون الدولة ببسط سلطتها على جميع الأراضي وضبط الأمن.
ولا توجد في عكّار بيئة حاضنة للإرهاب أو الجريمة المنظمة، فمنطقة عكّار هي خزان الجيش اللبناني ومؤسسات الدولة الأمنية والجميع مع مشروع الدولة، وتشكّل نموذجاً للتعايش السنّي- المسيحي- العلوي، ولم تنتقل أحداث جبل محسن وباب التبانة السابقة إلى أرض عكّار، كذلك يُعتبر المكوّن المسيحي فاعلاً في المحافظة المستحدثة، مُمثلاً بـ3 نواب.
وتحاول الأجهزة الأمنية ملاحقة التطوّرات الأمنية، لكن ضعف القدرات يساعد العصابات وأصحاب المشاريع المشبوهة على التحرّك بطريقة سهلة، وشكّلت عكّار مأوى للنازحين السوريين منذ عام 2011، قبل أن يتسبّب هذا النزوح في اختلال اقتصادي وديموغرافي، وتطالب الفاعليات العكارية بإيجاد حلّ جذري لهذه المشكلة بعيداً عن السياسة والعصبيات لأنها مشكلة وطنية.