بعد الهجوم الايراني: باب التسوية فُتح بضغط أميركي
استبقت الولايات المتحدة الضربة الايرانية على اسرائيل بجولة محادثات مكثفة، بعضها عبر لقاءات بين الوسطاء وبعضها الآخر عبر تواصل مباشر مع الدول المعنية بالملف الامني في المنطقة، حيث لعبت قطر دورا بارزا في هذا السياق مع سلطنة عمان لمنع تدهور الوضع الامني.
الخطوة الاستباقية جاءت لامتصاص النقمة الايرانية من جهة واعادة الجميع الى طاولة المفاوضات والبدء بتنفيذ المتفق عليه بين الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية وايران ومعها روسيا والصين اضافة الى السعودية والاتحاد الاوروبي لفرض هدنة في القطاع وتبادل الاسرى بصورة عاجلة.
وتفيد معلومات دبلوماسية عن وصول الجميع الى ذروة التصعيد الذي ينتج عنه تراجع ولو بطيء عن المواقف والتركيز على عملية الاخراج التي تتولاها الدبلوماسية الغربية تؤسس لخارطة طريق الحل. وتنطلق تلك الخارطة من معادلة حفظ ماء وجه ايران عبر ردها على ما قامت به اسرائيل، فأظهرت أمام جمهورها القدرة والجرأة في مواجهة العدو في المكان والزمان المناسبين ونفست الاحتقان والغضب الذي ساد الرأي العام المؤيد لمحورها. في المقابل امتصت اسرائيل الضربة بمشاركة دولية كبيرة من واشنطن الى لندن وباريس وصولا الى عمان وقد نجحت القدرات الدفاعية لتلك الدول باسقاط المسيرات الايرانية والصواريخ من دون تحقيق أي خطر على تل أبيب.