معارض وكتّاب.. استمرار الفعاليات الفكرية والثقافية لبنان
تابعت الحياة الثقافية في لبنان ولم تتوقف ولم تتباطأ، بل شهدت الأنشطة كثافة ملحوظة، بحيث استمرت الحراك، دون أن يكون ذلك دائماً على مستويات إبداعية عالية، مع الحرص على أن تكون الثمار نضجة.
فمن ناحية الإصدارات، توالت من دور النشر، رغم الشكوى المتصاعدة للناشرين لكن امتدت إلى معارض الدول الخليجية.
هذا ولم يمنع الكتّاب أن ينشروا ورقياً وإلكترونياً، ومنهم علي حرب الذي أصدر كتاباً إلكترونياً عنوانه “ما الشيء المسمى إنساناً”، لأول مرة وهو في الثانية والثمانين من العمر، على “أمازون”.
وكتاب جديد عن “النكبة المستمرة” لإلياس خوري من “دار الآداب”، ورواية لينة كريدية “لعرجون اللجين” عن دار النهضة، وإيمان عبد الله كتبت عن “مقهى فيصل”، ورواية جديدة لرشيد الضعيف “ما رأت زينة وما لم ترَ” عن دار الساقي، وغيرهم.
المسرح
شهد المسرح اللبناني فورة لافتة، بينها مسرحية «بليلة فيا ضو قمر» لفؤاد يمين وسيرينا الشامي، جمعت تحت سقف الرومانس حكاية الحبيبين ودلالة القمر كبطل رابع في العمل بكل ما يحمل من معاني الكشف والغموض، إلى جانب الممثل والركن الثالث طوني داغر.
إضافةً يحيى جابر، فقد بقيت أعماله المسرحية تعاد في مسارح بيروتية عدة طوال السنة، ومنها ما أكمل رحلته آتياً من العام الماضي، وتستقطب جمهوراً يملأ الصالات، “مجدرة حمرا” مع انجو ريحان، “هيكلو” مع عباس جعفر، و”طريق الجديدة” مع زياد عيتاني.
الفن التشكيلي
من ناحيتها معارض الفن التشكيلي، هي حركة دائمة، وكان انفجار المرفأ عام 2020 قد أودى بغاليريات رئيسية في المناطق التي تضررت، واستعادت في غالبيتها الساحقة الحياة، وأضيف إليها.
وأن أطول المعارض التشكيلية عمراً لهذه السنة كان معرض “ألو بيروت” الذي امتد من العام الماضي، وبقي إلى الشهور الأولى من سنة 2023، نظراً للإقبال والنجاح اللذين لقيهما.
والمعرض كان تجميعاً لأغراض عرفها اللبنانيون طوال ما يقارب القرن من حياتهم، بعضها اندثر والبعض الآخر لا يزال يصارع: من الأثاث المنزلي، إلى أدوات المطبخ، المكاتب الإدارية، جزء من أرشيف رسمي، صالون لتصفيف الشعر بروح ستينات القرن الماضي.