الجمهورية: إشارات مشجّعة في المشهد اللبناني
بدأت التحضيرات على المستوى اللبناني لجعل الجنوب يواكب المشهد الشامل والعام، ولم تشذ وتيرة الحرب الصغيرة الدائرة عن لغة التخاطب بالنار. فرفع وتيرة الحرارة الحربية وتجاوز القصف الخطوط المعروفة وشمولها العمق اللبناني، إنما تعتبر رسائل موازية للحركة التفاوضية في الكواليس.
وكتبت “الجمهورية”: لذلك تبرّعت باريس بإيجاد مكان لها في نقل الرسائل والسعي لترتيب حلول. وكذلك أعطت اللجنة الخماسية الدور «القيادي» لفرنسا عبر جان إيڤ لودريان الذي سيعود باندفاع أقوى الشهر المقبل، ومتسلّحاً بوحدة موقف بالكامل بين الدول الخمس.
ورأت المجموعة الخماسية في التزام الفريق الشيعي في موضوع قيادة الجيش إشارة إيجابية يُعوّل عليها. وبالنسبة لديبلوماسي غربي مطلع بأنّ مشاركة «حزب الله» في جلسات مجلس النواب إشارة مهمة ومعبّرة، وهي تطغى على خطوة انسحابه عند تعديل القانون لصالح التمديد لقائد الجيش، والتي كانت خطوة مفهومة ومتوقعة.
واستطراداً، فإنّ هذه الاشارات تؤكد على أنّ ابواب الحروب ستبقى موصدة، وأن «حزب الله» يثبت واقعيته مرة جديدة.
لكن هذا لا يعني انتظار نتائج الحلول غداً. فثمة مسار لا بأس به سيأخذ طريقه الكافي، والذي سيلحظ بداية إنجاز تفاهمات جدية على المستوى الأميركي الإيراني قبل انجاز التسوية اللبنانية وانتخاب رئيس جديد والاتفاق على الحكومة المقبلة وبرنامج العمل، كي يشارك لبنان في المؤتمر الإقليمي المُزمع عقده لإنجاز خارطة النفوذ السياسي الجديدة.
تبقى إشارة الدخول السعودي جدياً الى الملف اللبناني بعد طول استنكاف، والتي قد يكون لها علاقة بتَدارك واقع الساحات السنية بعد انتهاء الحرب والنمو المتوقع للتيارات الاسلامية المتطرفة كنتيجة لتداعيات الحرب، ما يستوجِب الالتفات الى الساحة السنية اللبنانية المشلّعة والتي ستشكّل إغراء لكل مَن ينوي العبث أبعد من لبنان.
وختاماً، وفي هذا الإطار رصد سلوك سعودي جديد مع الرئيس سعد الحريري من خلال إشارات عدة قد يكون من السابق لأوانه التعويل عليها، ولكن في الوقت نفسه هي إشارات مختلفة عن القطيعة الكاملة التي كانت قائمة منذ إعلانه خروجه من الحياة السياسية اللبنانية.