حالة طبية تحيّر الباحثين… فتاة تذرف دماً بدل الدموع
وقد كشفت والدة الفتاة أنّ ابنتها ذرفت دموعاً دموية يوميّاً لعدة دقائق من مرتين إلى ثلاث مرّات على مدار أسبوعٍ.
ومن جهتهم، أجرى الأخصائيون مجموعة من الاختبارات لمعرفة السبب، لكنهم لم يتمكّنوا من تحديد سبب واضح لهذه الظّاهرة. فلم تعاني المريضة من أي مرض وبدا أن غددها الدمعية(Lacrimal gland) سليمة، كما أنّ خلايا الدّم لديها كانت سليمة ولم تظهر أي نتائج غير مألوفة.
وقد تطرّق العلماء إلى الباحث والطبيب اليوناني آيوتيوس من أميدا، الّذي أشار إلى أمر مماثل، عندما وصف أمراض الطفولة التي تؤدّي إلى تسرب الدم من زاوية العين. ويزعم أيضاً أن كتّاباً طبيين تاريخيين آخرين، مثل أنطونيو براسافولا، قد أبلغا عن حالات مشابهة كانت مرتبطة بالحيض لدى المراهقات.
ويُشار إلى أنّه في الآونة الأخيرة، أثارت تقارير الدموع الدموية لدى الشابات مزيجا من الاهتمام الطبي والإثارة الإعلامية.
فقبل 10 سنوات، قامت ناشيونال جيوغرافيك بتوثيق حالة مماثلة لدى فتاة هندية تبلغ من العمر 14 عاما تدعى توينكل دويفيدي. كما أنّ الحالة لم تقتصر على الإناث فحسب، فقد أصيب رجل إيطالي منذ عامين بهذه الحالة ودخل إلى قسم الطّوارئ، وبدا أنّه يعاني من احتقان الملتحمة، وزيادة طفيفة في الدم في الغشاء الذي يغطي مقلة عينيه.
والجدير بالذّكر أنّ الهرمونات قد تؤدّي دوراً في هذه الظاهرة إذ وجدت دراسة أجريت عام 1991 أنّ دماً مخفياً وغامضاً تمّ رصده ضمن 125 متطوّعة كنّ في فترة الدّورة الشهرية.
وهناك الكثير من الحالات الصحية الأخرى التي يمكن أن تساعد أيضاً في تفسير بعض حالات الظاهرة الدموية، مثل مرض تخثر الدم، أو اضطراب الأوعية الدموية أي متلازمة Osler-Weber-Rendu.
إلّا أنّه في حالة هذه الطفلة البالغة من العمر 11 عاما، لم تقدّم الحالات المذكورة أي دليل من شأنه أن يفسّر هذه الظاهرة لدى الفتاة ولا يزال تشخيصها لـ haemolacria “مجهول السبب.
ويُشار إلى أنّ الأطباء يواصلون أبحاثهم في هذا الإطار ويؤكّدون أنّ ذرف الدّموع الدموية لا يثير القلق باستمرار إذ قد يختفي فجأةً تماماً كظهوره.