فضل جابر: “الأتولييه” الأول لي كان داخل كاراج للسيارات.. كنت أقص الأقمشة على أرض البيت
حاورته زينب برجاوي
من العلوم السياسة إلى تصميم وتنفيذ الأزياء، وقت ضائع استطاع خلاله “سفير الحجاب”, وهو اللقب الذي حصل عليه الشاب الطموح ابن مدينة النبطية فضل جابر, أن يعوضه بسرعة قياسية حملت معها الكثير من الإنجازات والنجاح وهو ما زال على عتبة الـ ٢٦ ربيعاً.
باندفاع كبير وحماسة شديدة بدأ مصمم الأزياء فضل جابر حديثه لمجلة “استجواب“ عارضاً مراحل انتقاله من مدرسة الراهبات حيث بدأ شغفه برسم الفساتين على الورق، حتى إرغام نفسه على كبَح جماح هذا الشغف ارضاءً لأهله الذين لم يستوعبوا أن يصبح ابنهم (خياطاً) وهم الذين أفنوا عُمرهم ليوصلوه الى الجامعة، حيث درس العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية. إلى أن تمكن من فك قيود أحلامه بعد أن طفح به الكيل, (فسنوات العمر تمر بلا معنى ولا تزيد في حياتي شيئا من أحلام ضائعة)، فانتفض متخذا قراره بفتح صفحة جديدة حيث توجه الى Collège Artistique de la Mode Moderne الكلية التي تخرج منها المصمم العالمي زهير مراد ، ليبدأ مشواره مع النجاح من هناك.
يرفض جابر تصنيف نفسه أو تقييم عمله معتبراً أن ذلك يقع على عاتق الجمهور فالقرار له، على الرغم من قناعته أن الناس أذواق ومن الطبيعي أن يكون هناك من لا تعجبه أعماله. يصر على أن مصمم الأزياء (إذا أراد تحقيق مستوى
يشدد فضل جابر على أن (تصميم الأزياء هو إحساس قبل أن يكون رسومات وألوان وخياطة، ففي هذه المهنة من الضروري أن نغلب مصلحة ما يُناسب للمرأة على الصيحات المطلوبة, فنراعي تقاسيم الجسد ولون البشرة والشخ
عند سؤالي “سفير الحجاب“ إن كان متأثراً بأحد منالمصممين، قاطعني على الفور وبلا تردد بأنه متأثر كثيراُوبكل فخر بالأستاذ إيلي صعب كما وصفه رغم أن هناك الكثير من الأسماء التي أبدعت في مكان ما كزياد نكد، صادق ماجد وعلي يونس. ويقول: (أنا عندما أذكر هذه الأسماء لا ينتقص مني شيئا لأنهم فعلاً من الموهوبين. ربما هذا مرتبط بقناعتي التي تقول بأن المنافسة موجودة حتماً ولكن على الأقل من جهتي أنا لا أنافس أحداً لأننا جميعنا نستطيع أن نقدم المرأة بأبهى حلة).
ليه بالجنوب؟ ظننت أني سأباغته بسؤالي هذا لاسيما أن هناك من يعتبره المصمم رقم واحد في الساحة الجنوبية اللبنانية الأمر الذي يرفضه هو جملة وتفصيلا معتبراً أن الجنوب أنشأ مواهب لا يُستهان بها على صعيد الفن والأدب والشعر …، ليقطع علي الطريق بجواب وابتسامةٍ ما برحت أن فارقت مُحياه مذ بدأنا الحوار مُجيباً: (ولمَ لا؟ ألا يستحق الجنوب ألا تستحق المرأة الجنوبية أن يكون هناك من يُفكر بها وبأناقتها وهي التي ضحت من أجلنا طيلة السنوات الماضية. فالجنوب هو للفرح والحب أيضا كما كان للحرب.علماً أن فئة كبيرة من أهل بيروت يقصدونني.)
حسناً وإذا سألتك السؤال بطريقة أخرى هل كان اختيارك بالتوجه للمرأة المحجبة صفقة مربحة؟ لأنه حتى الان لا يوجد مصمم في لبنان يخصص هذه المساحة الكبيرة من أزيائه للمحجبات؟
(بصراحة زينب إحساسي بتهميش المرأة المحجبة التي دائما ما تبحث عما يُكمل فستانها إذا ما دُعيت إلى
بشغف واضح يسترسل فضل جابر كلامه عن مجموعته الصيفية, واعداً جمهوره بألوان وقصات غريبة لا تشبه ما قدمه حتى اليوم, فالمجموعة تطغى عليها الفخامة والأناقة والرقي.
ختمت معه قائلة: وصلت الى ما لم يكن في حسبانك بفترة زمنية قصيرة، ما الذي تريد تحقيقه بعد؟ (حُلمي أن أصل إلى مهرجان كان في عمر صغير.. وسأصل بإذن الله.)