جراد البحر .. من “تهديد بيئي” في أنهار مصر إلى طبق شعبي في الصين
صحيفة الشعب الصينية:
يعتبر جراد البحر الحار طبقا مفضلا لدى العديد من الصينيين، لكن هل يعرف هؤلاء أن مكونات الطبق اللذيذ والمفضل لديهم تأتيهم من نهر النيل بمصر خلال وقت لا يزيد عن 36 ساعة؟ لقد تم اكتشاف مسار جراد البحر في وادي النيل في مصر لأول مرة في التسعينيات من القرن الماضي، إلا أن قدرته الإنجابية مذهلة وأضراره الكبيرة على البيئة جعلت سمعته سيئة، وسماه الصيادون المحليون بـ ” صرصار النيل”.
ووفقا للأستاذ خليل في جامعة عين شمس، اعتقد خبراء المنتجات المائية أن ” صرصار النيل” عدو للبيئة، ولكن بعد مراقبة وبحث لسنوات عدة، وجد خليل والخبراء الآخرون ان جراد البحر البري في مصر أكبر وأوفر وأنظف بالمقارنة مع جراد البحر في أمريكا الشمالية والمناطق الأخرى. وقد جذبت هذه المؤشرات الممتازة لجراد البحر بمصر انتباه المستثمرين الأجانب تدريجياً.
وفى عام 2015، أسس هان دونغ، رئيس شركة “روح التوابل” (spice spirit) للأغذية ببكين قاعدة إنتاج جراد البحر في مدينة العاشر من رمضان شمال شرق العاصمة المصرية القاهرة بعد البحث والتفقد في العشرات من بلدان العالم للعثور على مصادر مناسبة لجراد البحر. حتى الآن، استثمرت شركة هان دونغ حوالى 100 مليون يوان في هذه القاعدة.
وفى هذه الصدد، قال خليل ان الصينيين هم أول المستثمرين الأجانب في جراد البحر المصري. واليوم، أصبحت هذه المنتجات المائية التي لم تلق اقبالا من الصيادين المحليين سابقا مصدراً لزيادة دخلهم تدريجيا مع قيام شركات الأغذية الصينية بتطوير واستخدام موارد جراد البحر لنيل مصر. وتظهر الإحصاءات التقريبية ان متوسط الدخل السنوي لصيادي جراد البحر المحليين قد تجاوز 50 ألف جنيه مصري (حوالي 20 الف يوان). وبالإضافة إلى الصيادين المحليين، استفاد العمال المحليين الذين يعملون في شركات الأغذية الصينية والشركات المصرية التي تصنع صناديق التعبئة من هذه الصناعة أيضا.
أكد هان دونغ، ان الشركة صارمة فيما يخص الوقت الإجمالي لعملية صيد جراد البحر في مصر وشحنه ووصوله الى الصين في غضون 36 ساعة، وتأمين وصوله طازجا الى الصين. ووفقًا للتقديرات الأولية، فإن شركة “روح التوابل” وحدها فقط تقوم بشحن أكثر من 3000 طن من جراد البحر (باستثناء التعبئة والتغليف) من مصر إلى الصين كل عام.