اختراق علمي.. بديل للبسترة يحافظ على الحليب طازجا لشهرين
وحصلت شركة التكنولوجيا الغذائية على براءة اختراع لعملية تزعم أنها يمكن أن تبقي الحليب الطبيعي 100% طازجا في الثلاجة لمدة لا تقل عن ستين يوما دون إضافات أو مواد حافظة.
وتزعم الشركة أن تقنيتها لا تتضمن المعالجة الحرارية المصاحبة للبسترة، وأن الحليب المعالج بالطريقة الجديدة يحتفظ بلونه الطبيعي ومذاقه كما لو أنه تم حلبه مباشرة من البقرة.
وصرح المدير التنفيذي لشركة “ناتورو” جيف هاستينغز، لشبكة “أي بي سي” الأميركية بأن العملية تعتمد على “سلسلة من التقنيات الحالية”.
وحققت الشركة ما وصفه هاستينغز بأنه أكبر اختراق في صناعة الألبان العالمية البالغة 413 مليار دولار منذ اختراع البسترة عام 1864.
أفضل من البسترة الفائقة
وقال هاستينغز “البسترة عملية عدوانية إلى حد ما (حيث يتم تسخين الحليب عند 72 درجة مئوية وتخزينه لمدة 15 ثانية)، وبالنسبة للحليب المتجانس، تتم معالجته بعد ذلك من خلال عملية تسمى المجانسة”. وأضاف “نحن لا نفعل تلك الأشياء”.
الشركة تقول إن طريقة المعالجة الجديدة تحافظ على اللون الطبيعي للحليب وعلى مذاقه الطازج لمدة ستين يوما (مواقع التواصل) |
تدعي شركة “ناتورو” أن تقنيتها الجديدة تحافظ على مذاق الحليب الطازج أيضا بخلاف الحليب طويل العمر المعالج بالحرارة العالية (UHT)، أو البسترة الفائقة، وهي تكنولوجيا معالجة الأغذية التي تعقم الحليب بشكل رئيسي، عن طريق تسخينه فوق 135 درجة مئوية (درجة الحرارة المطلوبة لقتل الجراثيم في الحليب) لمدة تتراوح بين ثانية وثانيتين.
ويمكن أن تسبب الحرارة المستخدمة خلال عملية البسترة الفائقة هذه بعض السمرة والتغيير في طعم ورائحة منتجات الألبان بالفعل.
ووافقت الوكالة الحكومية المعنية بسلامة الأغذية المنتجة من الألبان (فيكتوريا) على طريقة معالجة الحليب الجديدة، والتي تفي بالمعايير المطلوبة لقتل الكائنات المجهرية المسببة للأمراض.
وقال أندرو ويلسون من الوكالة لـ”أي بي سي” “لقد تحققنا من هذه المعلومات، وإن العملية التي توصلوا إليها تحقق هذه النتيجة”. وأضاف “هذا يعني أنه معادل أو في الواقع أفضل من البسترة”.
ويبدو أن العملية الجديدة خالية من المعالجة الحرارية، ولكنها بالفعل قادرة على التخلص من المزيد من مسببات الأمراض أكثر من البسترة، بما في ذلك البكتيريا العصوية الشمعية أو “باسيلس سيرياس” (Bacillus cereus)، التي تنتقل عبر الأغذية الملوثة، والتي لا تزيلها البسترة دائما، كما أنها تحتفظ بالإنزيمات والفيتامينات المفيدة، بما في ذلك “ب2″ و”ب12”.
وهذا يجعل الحليب صحيا أكثر بالنسبة لنا، فضلا عن إعطائه حياة أطول، مما قد يساعد في تقليل هدر الطعام، إلى جانب العديد من المزايا الأخرى.
أسواق جديدة
وقامت شركة “ناتورو” سابقا بتطوير عملية تستند إلى ضغط الهواء الذي يحافظ على الأفوكادو ويوقف تحوله إلى اللون البني، لذلك فمن الممكن أن تكون طريقة تعقيم الحليب الجديدة قد جاءت على المنوال نفسه.
وإذا صح ادعاء الشركة، وتمكنت طريقتها الجديدة من الحفاظ على الحليب لمدة ستين يوما على الأقل في الثلاجة، فسوف تفتح مجموعة جديدة تماما من الأسواق للمزارعين الذين سيكونون قادرين على تصدير الحليب لأماكن أبعد بكثير من الأماكن التي يصل إليها حاليا دون الخوف من فساده.
ويعني هذا أيضا أنه يمكن الاستعانة بالعديد من أشكال النقل الأبطأ والأرخص والأكثر صداقة للبيئة لتوزيع الحليب في الأماكن البعيدة.
الخطوة التالية التي تعتزمها الشركة هي إقامة مصنع رائد في أستراليا، يكون قادرا على إنتاج عشرة ملايين لتر من الحليب سنويا.
ويقول هاستينغز لـ”أي بي سي” “جزء مما نريد أن نفعله بإنشاء مصنعنا التجريبي هو ضمان حصول مزارعينا -موردي الحليب- على عائد جيد عند بوابة المزرعة لمنحهم الاستدامة”.