بيروت.. حنين الأمس والماضي
عندما تتنقل في أسواق بيروت تطالعك نفحة عصرية تختزن عبق الزمن الجميل المعتق بالحضارة والتاريخ الذي يفوح من زوايا الأزقة وخلف الجدران، يأخذك الفضول لمعرفة خبايا السوق القديم..
أسواق الأمس اتسمت بارتباطها بالمهن.. كان كل سوق في بيروت يضمُّ ذوي المهنة الواحدة أو ما يعرف بـ «أبناء الكار»، حتى أن بعض العائلات البيروتية اكتسبت كنيتها من خلال ما تعارفت عليه من مهنتها..
في رحلة الى الزمن الجميل تعالوا نتعرف معا الى أهم أسواق بيروت والتي تركت أثرها في مناطق وعائلات بيروتية عريقة.
سوق الأساكفة: كان يسمى أيضا سوق السكافية أو «الكندرجية» وهو الذي يمارس مهنة صناعة الأحذية وإصلاحها، كان يقع هذا السوق جانب الجامع العمري الكبير، وكان يضمّ محالا أو دكاكين لنفس المهنة باستثناء قهوة تلبي حاجات الإسكافية.. أهم العائلات التي كانت تسكن في هذا السوق هم عائلات بكري، حلوم، آل ميقاتي، آل دسوم، آل المبسوط، آل الغول، آل قليلات، آل الرافعي، آل الجندي، آل الشيشي، آل البيروتي..
سوق البازركان: كان أحد أهم أسواق بيروت، وكان مخصصا لبيع الأقمشة وأدوات الخياطة، كما يضم دكاكين للخياطين، كان مسقوفا كما هو حال سوق الحميدية في دمشق ويتألف من طابقين، هُدمت آخر معالم هذا السوق في أواخر ستينات القرن الماضي. أما أهم العائلات التي كانت تقطنه فهي آل خطاب، آل حلاق، آل الفاخوري، آل رمضان، آل بدران، آل درويش، آل قريطم ، آل الجبيلي، آل الداعوق …
سوق العطارين: عند أعتاب هذا السوق كانت تفوح رائحة الأعشاب العطرية الذي اختص ببيعها وبيع جميع مستلزماتها، إضافة الى الوصفات الطبية العربية، كان يتفرع من هذا السوق سوق البوابجية الذي يقع بالقرب من أرض بناية الوقف الماروني جنوب شرق مجلس النواب.. ومن العائلات التي كانت تقطنه: آل القصار، آل الخرما، آل الطيارة، آل الكوسا وسواهم.
سوق الحدادين: كما يدل اسمه، هذا السوق كان مخصصا للأشغال المتعلقة بالصناعات الحديدية اللازمة للبيوت والمباني والعربات وسواها، أما عن العائلات التي كانت تسكن هذا السوق أو بمحاذاته أو تشغل دكاكينه فمنها: آل قباني، آل ياسين، آل يموت، آل الغلوطي…
سوق القطن: إعتُبر هذا السوق في العهد العثماني من أهم أسواق بيروت، كان مخصصا لبيع القطن ومستلزماته ومنسوجاته، وكانت تقطنه عائلات عفرة، الجبيلي، يارد، المجذوب، الخياط وسواهم.
سوق الصاغة: كان يتمركز في هذا السوق باعة الصاغة والجواهر، وكان يقع في سوق البازركان، كان يعج بالسيدات البيروتيات اللواتي يزهين بالمصاغ والذهب المزركش، ومن أهم العلائلات التي سكنت هذا السوق آل العجوز، آل الحلبي، آل الجمل…
سوق الشبقجية: الشبقجي هو نافخ الغليون أو النارجيلة، كان هذا السوق يختص ببيع وصنع الشبق أو الغليون وكل ما يرتبط به من صناعات لها علاقة بالتدخين والمدخنين واصناف التبغ، كما كان يحتوي على الأدوات الزجاجية والنحاسية المرتبطة بالنارجيلة، وقد حملت إحدى الأسر البيروتية هذا الإسم نظرا لارتباط أحد أجدادها بهذه المهنة.
سوق الخضار: كما يعرف بـ «سوق النورية»، وكان مخصصا لبيع الخضار الواردة من بيروت وضواحيها، كانت تقطنه عائلات الغندور، البواب، الداعوق…
هذا بالإضافة الى الأسواق الأخرى في بيروت العثمانية مثل سوق النجارين، سوق الطويلة، سوق سرسق، سوق الزبيبة، سوق اللحامين، سوق المنجدين، سوق الإفرنج، سوق الجميل، سوق البياطرة، سوق العقادين، سوق المخللاتية وآخرين…