هل لدى الإنسان حاسة سادسة مغناطيسية؟
قالت صحيفة ليبراسيون الفرنسية إن باحثين من كاليفورنيا ابتكروا تجربة تثبت -حسب رأيهم- أن الدماغ البشري يكتشف المجال المغناطيسي للأرض دون وعي من صاحبه.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المعروف سابقا أن العديد من الحيوانات تكتشف الحقول المغناطيسية، بل إن بعض الذباب والخفافيش تستخدمها لتوجيه نفسها، وفئران الخلد تعتمد عليها للعثور على العش، وكذلك تستفيد منها حيوانات أخرى، إلا أن الإدراك المغناطيسي لدى البشر لم تصدر بشأنه معلومات حاسمة رغم أنه كان موضوع العديد من الدراسات.
وقال الباحثون الذين أجروا التجربة إن عدم وجود نتائج حاسمة للدراسات السابقة ربما يعود إلى أن أصحابها “يعتمدون جميعا على القرارات السلوكية للمشاركين، مع أن البشر إذا كان لديهم إحساس مغناطيسي فإن التجربة تشير إلى أنه ضعيف جدا أو غير واع”، كما جاء في الصحيفة.
وابتكر الباحثون الثلاثة شينسوك شيموجو، وداو آن وو، وجوزيف كيرشفينك مع فريق من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا جهازا لاختبار الإدراك المغناطيسي اللاواعي لدى البشر فاعتمدوا على إيقاع الدماغ، أي تردد النشاط الكهربائي للمخ حسب نشاطه، إذ إنه عندما يغلق الشخص المستيقظ عينيه ويستريح تتراوح تذبذبات دماغه في حالة الهدوء بين 7.5 و12.5 هيرتز، وتسمى “الموجات ألفا”.
وللتجربة، وضع الباحثون أشخاصا في “قفص فاراداي” لعزلهم عن أي نشاط كهرومغناطيسي خارجي وعيونهم مغلقة، وأنشأ الباحثون داخل هذه القاعة مجالا مغناطيسيا وغيروا اتجاهه مئة مرة في سبع دقائق.
وقفص فاراداي عبارة عن هيكل فلزي مصنوع من مادة موصلة تستخدم لعزل ما داخله عن المؤثرات الكهرومغناطيسية والمؤثرات الكهربية الخارجية، ويحمل هذا الاسم نسبة إلى مكتشفه الكيميائي والفيزيائي الإنجليزي مايكل فاراداي الذي اخترعه سنة 1836.
ولاحظ الباحثون أن سعة موجات ألفا تنخفض لدى بعض من يخضعون للتجربة ممن لم يلاحظوا أي شيء عن وعي، وذلك عندما يتجه المجال المغناطيسي لفترة قصيرة عكس اتجاه عقارب الساعة، مما يدل على أن مخهم اكتشف حافزا ما.
ونبهت الصحيفة إلى أن هذه التجربة لا تعمل إلا مع مجال مغناطيسي يقلد حقل مغناطيس الأرض بقوة 35 ميكروتسلا وتوجيه 60 درجة للأسفل كما هو الحال في كاليفورنيا.
وختمت الصحيفة بأن هذه التجربة المصممة لتكون قابلة للتكرار متاحة الآن للعلماء الآخرين الذين يرغبون في اغتنامها لمقارنة نتائجهم بما توصل إليه هؤلاء الباحثون.