إسرائيل تلعب على وتَر لبناني داخلي!
يَمْضي لبنان وكأنه لبنانان، واحِد منغمس في الحرب وآخَر يدير ظهرَه. فالانقسامُ بَلَغَ أَوْجَه مع مبادرةِ «حزب الله» إلى فتْح الجبهة المسترخية في ظلال الـ1701 غداة «طوفان الأقصى» تحت شعار مساندة غزة، والاعتراض المتعاظم على تَفَرُّد الحزب واقتياده الوطن الصغير إلى حربٍ لا طاقة له على تَحَمُّل نتائجها الكارثية عبر احتكاره الإمرة الإستراتيجية بالنيابة عن الدولة ومؤسساتها.
ومن المرجح أن يترك هذا الانقسام الذي تزداد مظاهره تداعيات عميقةً بعد أن يعود جمر الحرب إلى تحت رماد المناطق والمَرافق والقطاعات المدمّرة والمتهالكة والمنكوبة، ولا سيما في مناطق نفوذ الحزب وبيئته التي تدفع وبالمباشر، ثمن خياراته في الانضمام المبكّر لحرب غزة عبر مواجهةٍ يحرص على إبقائها مضبوطة ومحدودة لاعتبارات إيرانية وأخرى ذات علاقة بالواقع اللبناني.
ولم يعد خافياً أن إسرائيل المصابة بهلَع إستراتيجي بعد عملية 7 أكتوبر ومخاوفها من عملية مماثلة على حدودها الشمالية مستقبلاً، تحاول من خلف ظهر التفاهم الأميركي – الإيراني على تجنُّب الذهاب بالمنطقة إلى حرب واسعة، الإفادة من «الصبر الإستراتيجي» الذي يمارسه «حزب الله»، للاندفاع قدماً في ضرباتها للحزب على الحافة الحدودية وفي العمق اللبناني وداخل سوريا.