الإمارات.. خطوات جادة لتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي
تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الترابط القوي مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بقطاع الذكاء الاصطناعي، حيث تأمل الإمارات في أن تصبح قوة عظمى عالمية في تطوير هذه التكنولوجيا المتطورة.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” واطلعت عليه سكاي نيوز عربية، فقد صرح وزير دولة الإمارات للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، عمر سلطان العلماء أن الصفقة الأخيرة مع مايكروسوفت للاستحواذ على حصة بقيمة 1.5 مليار دولار في شركة G42، شركة الذكاء الاصطناعي في أبوظبي، كانت مجرد بداية لتعاون تقني أكبر بين البلدين.
وقال الوزير: “الآن سوف ترون نتائج هذا التعاون، بين كل من G42 ومايكروسوفت، وأيضاً بين الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة”.
وبرزت طموحات الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل أكثر وضوحًا هذا العام حيث تسعى لوضع نفسها كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي.
وقامت الإمارات بتأسيس شركة “إم جي إكس”، كشركة وطنية تعمل على تطوير الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدِّمة في الدولة.
وتعمل الإمارات على بناء قدرات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الرئيسية بدءًا من الرعاية الصحية وحتى الدفاع، وتؤمن بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد أكبر مؤسساتها على أن تصبح أكثر كفاءة.
وفي مارس الماضي، أعلنت شركة “أدنوك” عن تحقيق قيمة تجارية بلغت 1.84 مليار درهم (500 مليون دولار) في عام 2023، من خلال نشر ودمج حلول الذكاء الاصطناعي عبر مختلف قطاعات ومجالات أعمال الشركة.
خطوات إماراتية كبيرة
بحسب تقرير “فايننشال تايمز” فإن الإمارات تخطو تجاه قطاع الذكاء الاصطناعي في ظل وجود منافسة عالمية شديدة.
وتكافح الولايات المتحدة والصين لأخذ الريادة التكنولوجية في مجال الذكاء الاصطناعي، في حين تجتذب الشركات الناشئة في المملكة المتحدة وفرنسا ومختلف أنحاء آسيا استثمارات بمليارات الدولارات من المستثمرين الدوليين.
“ومع ذلك، فإن الميزة التي تتمتع بها دولة الإمارات العربية المتحدة هي قدرتها على توفير وصول لا مثيل له إلى رأس المال. كما أن التوقعات بأن أبوظبي ستستثمر بكثافة في مشاريع الذكاء الاصطناعي في الخارج قد اجتذبت أيضًا قادة الصناعة إلى البلاد في الأشهر الأخيرة، من سام ألتمان في شركة”أوبن إيه آي” الشهيرة، إلى جنسن هوانغ في إنفيديا”، وفق “فايننشال تايمز”.
وقامت دولة الإمارات العربية المتحدة بتخزين الرقائق اللازمة لتشغيل نماذج اللغات الكبيرة، حيث يقدر العلماء أن الدولة قد وفرت مخزونا من شأنه أن يخدم احتياجاتها لمدة عامين.
وأعلن معهد الابتكار التكنولوجي في الإمارات، التابع لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي، خلال مايو الجاري عن إطلاق الإصدار الثاني من نموذجه اللغوي الكبير باسم فالكون 2. وهي مجموعة جديدة تضم نسختين متطورتين؛ فالكون 2 11 بي، نموذج لغوي كبير أكثر كفاءة ومدرب على 5.5 تريليون رمز توكن وبـ 11 مليار عامل متغير، والنسخة الثانية فالكون 2 11 بي (في أل أم)، الذي يتميز بقدرات “الرؤية إلى اللغة” التي تتيح إمكانية تحويل المدخلات المرئية إلى مُخرجات نصية بكل فعالية.
والجدير بالذكر أن كلا الطرازين مزودان بخاصية التشغيل متعدد اللغات، ويعد نموذج فالكون 2 11 بي (في إل إم) أول نموذج متعدد الوسائط أطلقه معهد الابتكار التكنولوجي، كما أنه النموذج الوحيد في السوق الذي يمتلك القدرة على تحويل الصور المرئية إلى نصوص مكتوبة، الأمر الذي يمثل تطوراً مهماً في ابتكارات الذكاء الاصطناعي.
كام افتتحت الإمارات جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي هي جامعة بحثية للدراسات العليا مكرسة لتعزيز الذكاء الاصطناعي، وذلك في 2019.
وذكر التقرير أيضا أن دبي تخطط لزيادة قدراتها فيما يتعلق بمراكز البيانات لديها، لاستضافة الحوسبة السحابية اللازمة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.