قطر تستنسخ تجربة الـ 2008 ولكن بـ”المفرّق”!
تستعد قطر لاستقبال قيادات سياسية لبنانية في الأيام المقبلة، كانت وجهت إليها الدعوة منذ أكثر من شهرين، لبحث العقد التي تمنع انتخاب رئيسٍ للجمهورية. وفيما كانت آخر الزيارات تلك التي قام بها في الأسبوع الماضي رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي السابق وليد جنبلاط، فإن مصادر مواكبة للحراك القطري، تقول ل”ليبانون ديبايت”، إن الدعوات القطرية والإجتماعات التي انطلقت أخيراً ليست بجديدة، وتندرج في سياق وساطة حوارية، حيث أن القيادة القطرية تسعى اليوم إلى تكرار تجربة العام 2008، ولكن بـ”المفرّق”.
فالزعيم الدرزي الذي كان قد تلقى الدعوة في آذار الماضي، زار الدوحة منذ أيام، وكان سبقه المعاون السياسي للرئيس نبيه بري، النائب علي حسن خليل، وستزورها أيضاً شخصيات معنيّة بالإستحقاق الرئاسي، على حدّ قول المصادر، والتي تستدرك بأن الجانب القطري لا يمتلك التأثير الكبير على كل الأطراف من أجل السير بمرشّح توافقي، موضحةً أنه ربما لو اضّطلع السعودي بهذا الدور كانت احتمالات النجاح زادت، وكذلك، لو أن السعودية والولايات المتحدة الأميركية انخرطتا في هذا التحرك دعماً لقطر، لأتت الإندفاعة أكثر قوةً وفاعلية، وسيكون عندها كلام آخر في الإنتخابات الرئاسية اللبنانية.
في المقابل، تكشف هذه المصادر المواكبة، أن هذه المعادلة القطرية تنطبق أيضاً على المسعى الفرنسي “الرئاسي”، حيث أن الطرفين تنقصهما القدرة على إقناع القوى السياسية لإحداث خرقٍ ما في الإستحقاق الرئاسي، وذلك على خلفية حال الضعضعة الحاصلة بالدرجة الأولى على الساحة المسيحية المنقسمة إلى ثلاثة أطراف هي “القوات اللبنانية و”التيار الوطني الحر” وتيار “المردة”.
وعليه، فإن المصادر تعترف بأن زوار الدوحة قد يعودون، وهم على قناعة وقلق في آن، بسبب صعوبة الوصول إلى تسوية، وذلك ما يعزز احتمال استمرار الشغور في رئاسة الجمهورية، خصوصاً وأن ظروف استحقاق 2024 مختلفة بالكامل عن ظروف رئاسة لبنان في ال2008.