بري لسفراء الخماسية: شكرًا… ولكن
لم يعد المرشح الهمّ الرئيسي في انتخاب الرئيس، بل كيف السبيل الى الوصول اليه. الجدل المستجد لا يدور حول المرفوض والمقبول والثالث والمستقل، وانما ايجاد معادلة مستعصية بين خياريْن لا يتقاطعان: حوار يسبق جلسة الانتخاب، أم جلسة انتخاب بلا حوار؟عوض ان يُسهِّل الوصول الى انتخاب الرئيس، اضاف البيان الاخير للسفارة الاميركية باسم اجتماع سفراء الدول الخمس في عوكر التباسات جديدة، سواء حيال الدور الذي يضطلع به السفراء، او حيال الاستحقاق نفسه. مصدر سوء التفاهم ناجم عن تطرّق البيان الى «تشاور»، في معرض الكلام عن حوار وتعيين شروطه ومدته، في وقت اعتاد السفراء الخمسة – كما شاع منذ تناوب اجتماعاتهم – على التركيز على انتخاب الرئيس ومسارعة مجلس النواب الى الاجتماع وتطبيق الدستور. ما رمى اليه بيان الخميس من الأسبوع الماضي، وهو يُعبّر الى حد بعيد عن مجاراته وتفهّمه وجهة نظر المعارضة المسيحية، توجيهه المدروس بعناية للمرة الاولى اصابع اتهام الى الثنائي الشيعي على انه – ضمناً – وراء عرقلة انتخاب رئيس للجمهورية: عندما اعاد التذكير باستعجال الانتخاب والتحدث عن كتل تفضّل الاقتراع لرئيس جديد قبل نهاية ايار، وعندما تناول التشاور وحدد جدول اعماله ومدته.لم يتلقف رئيس البرلمان نبيه برّي بيان الخميس بارتياح. اقتضب موقفه بالقول: «مفهومي للحوار او التشاور يعرفه السفراء الخمسة، وسمعوه مني اكثر من مرة. مفاده شكراً لكم لجهودكم وتعاونكم ومؤازرتكم، شرط ان تعينوننا على ما نحن نريده ونختاره لا على ما انتم تختارونه لنا». اضاف: «قلت ذلك سابقاً وأقوله الآن وسأظل اقوله الى ان يُنتخب رئيس للجمهورية. اي جريمة نكراء هذا الحوار الذي ادعو اليه؟». وتابع: «لا يحرّك الرئاسة الا الحوار. اي حوار ثنائي لا يمثّل طرفاً ثالثاً ورابعاً وخامساً وليس ملزماً له، وهو غير معني به ما دام لم يشارك فيه. حوار الطاولة الواحدة وحده الملزم بعد ان ينخرط الجميع».
ليس موقف برّي هذا، والذي يسمعه منه زواره، الا تأكيده على ان لا جلسة انتخاب للرئيس قبل التوافق على الاستحقاق الرئاسي والمرشح. الا انه يرسل ضمناً اشارة سلبية الى عدم رضاه عن بيان السفراء الخمسة في ما عيّنه بيانهم الاخير. اعاد ايضاً تأكيد المرجعية المزدوجة لمجلس النواب في الدعوة الى الحوار وفي ادارة جلسة الانتخاب، مقللاً اذذاك من التعويل على جهود الخماسية الدولية ما خلا ان تقصر اهتمامها على مساعدة الافرقاء اللبنانيين على الوصول الى خياراتهم هم.