القرار 1701: غزّة ثم حزب الله ثم الجيش
ا يوفر مسؤول دولي كبير او موفد دولة، في كل مرة يزور لبنان، زيارة قائد الجيش العماد جوزف عون كي يُسأل في الغالب عن الحاجات والقدرات التي تحتاج اليها المؤسسة العسكرية للاضطلاع بمهمات تنتظرها، في جنوب لبنان اولاً، ثم في الاستقرار الداخلي
في كل مرات يُسأل الجيش، جوابه المعلن مزدوج: تعزيز قدراته وعديده اللذين انهكهما الانهياران النقدي والاجتماعي، وانتظار القرار السياسي كي ينفذه. لا يملك في الواقع سوى هذين الجوابين: ليس هو مَن اشعل جبهة الجنوب دفاعاً عن غزة وإلهاء لاسرائيل عن حربها عليها، وليس هو مَن يقودها او يتدخل فيها او طرفاً، وليس خصوصاً مَن يسعه بقراره هو اغلاقها. بذلك يبدو على صورة الحكومة اللبنانية في مقاربتها تداعيات حرب غزة على الجنوب.
ما يقوله حزب الله، ويصل الى مسامع المسؤولين، اكثر تشدداً الا انه يفصح عن امتلاكه وحده قرار ابقاء الجنوب ساحة مفتوحة للمواجهة مع اسرائيل:
1 – ما لم تتوقف النار في غزة لا وقف للنار في الجنوب اياً تكن الضغوط والتهديدات.
2 – لن يُجَر لبنان الى حرب شاملة او يقرر الذهاب اليها، ولن تتعدى المواجهة نطاقها الحالي، تصعد وتهبط، متمسكاً بقواعد الاشتباك السارية المتفق عليها.
3 – لن تنسحب معركة الجنوب على الداخل اللبناني، ولا يربطها الحزب بأي استحقاق آخر بما في ذلك انتخاب رئيس للجمهورية.
4 – عندما دخل حزب الله حرب غزة لم يستشر اياً من حلفائه بمَن فيهم حليفه الاول الرئيس نبيه برّي. يعرف سلفاً ان من المحال توقّع حصوله على موافقة او تأييد اي فريق لبناني على قرار في حجم الانخراط في الحرب تلك. لا احد يريدها او يتحمس لها وخصوصاً خصوم الحزب. لأن ما يقدّره حيالها يختلف عن تقدير سواه، يمضي فيها للسبب نفسه دونما ان يحتاج الى رضى اي طرف.