نصيحة غربيّة للحزب: أميركا لن تمنع الحرب
في الحديث مع الدبلوماسيين العاملين على الملفّ اللبناني، تحديداً الملفّ الأمنيّ المرتبط بالحرب الدائرة في جنوب لبنان بين الحزب وإسرائيل، يمكن استنتاج خلاصة أولى فوراً، وهي التالية: “المزاج الإسرائيلي تغيّر. وأصبح أكثر خطورة ممّا كان عليه خلال الحقبات السابقة. وهو ما يعني أنّ هذه المرحلة لا ولن تشبه مراحل سابقة على الإطلاق”.
هذا الكلام الصادر عن مرجع دبلوماسي رفيع لا يأخذه الحزب على محمل الجدّ. فأيّ كلام عن خطر حقيقي بأنّ هناك حرباً آتية يعتبره الحزب “تهويلاً” و”حرباً نفسية”. لذلك دأبت الوفود الدولية منذ فترة على إقناع الحزب بأن لا يعوّل على التفاوض الأميركي الإيراني هذه المرّة، وأن لا يعوّل على ما يعتبره “خسائر لاحقة بإسرائيل سيحتملها بنيامين نتنياهو”، لأنّ القرار قد اتُّخذ. ونتنياهو يريد ضمانات حول أمن الحدود و”المستوطنين” في شمال إسرائيل، أو الحرب.
في الكواليس الدبلوماسية قلقٌ بالغ من احتمال تصعيد إسرائيلي قريب في جنوب لبنان. ويقول أحد أرفع الدبلوماسيين الغربيين في لبنان أمام مجموعة من الصحافيين: “نحن نعرف أنّ الحرب واقعة مئة في المئة. لكنّنا نحاول أن نمنع وقوعها”. ويتابع: “لذلك نحن قلقون، ونعمل يوميّاً، ونكرّر القول إنّ علينا مسابقة الوقت، وألّا نخاطر بتضييع المزيد من الوقت لأنّ العمل الدبلوماسي لا يزال متاحاً، لكن ليس لوقت طويل”.