فضل الله: لبنان دخل في مرحلة كنا حذرنا من الوصول إليها!
أكّد العلامة السيد علي فضل الله, أن “لبنان دخل في مرحلة كنا حذرنا من الوصول إليها وهي الشغور على الصعيد الرئاسي والذي أتى في وقت لم يتم التوافق على حكومة مكتملة الصلاحية رغم كل الجهود التي بذلت على هذا الصعيد تكون قادرة على ملء الفراغ، ولا تكون عرضة للجدل، كما هو الأمر في حكومة تصريف الأعمال، في حين يبدو أنه بات من الصعوبة في مكان الاتفاق على اسم الرئيس في وقت قريب لاستحكام الخلاف بين الأفرقاء الأساسيين”.
وخلال خطبتي صلاة الجمعة، في مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، أضاف: “عدم إستعداد أي منهم للتنازل عن شروطه ورهاناته، ما يجعل البلد رهينة تداعيات هذا الشغور والتي هي كارثية على الصعيد الإقتصادي والمعيشي وتدخلات الخارج”.
وتابع, “إننا أمام كل هذا الواقع، نجدد دعوتنا لكل القوى السياسية إلى أن تكف عن لعبة إهدار الوقت الثمين على لبنان واللبنانيين حين يسعى كل فريق أن يكون الرئيس على شاكلته وقياسه، وهو ما لا يمكن أن يتحقق في ظل توازن القوى داخل المجلس النيابي وفي بلد بني على التوافق ولا يحظى بالاستقرار إلا به”.
وقال: “لقد كنا نأمل أن يتلقف جميع الأفرقاء الحوار الذي دعا إليه رئيس المجلس النيابي، وأن لا يضيّعوا هذه الفرصة لكونه الباب الذي يسهل الوصول إلى التوافق المنشود. وهنا ندعو الجميع إلى الاستجابة لأي دعوة مماثلة لحوار جدي أو أن يتداعوا إليها لإخراج البلد من المأزق الذي وصل إليه على هذا الصعيد”.
كما ندعو الجميع, إلى أن “يكونوا أكثر وعياً لخطورة المرحلة إن على صعيد الداخل وما وصل إليه من تردٍ على كل الصعد، أو على صعيد الانعكاسات الإقليمية والمحلية لنتائج الانتخابات التي جرت في الكيان الصهيوني، أو على صعيد الصراع الدولي الذي تفاقم بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا وتداعياتها السلبية في مجالات الغذاء أو الطاقة والأمن، حيث لا يمكن أن يواجه كل ذلك بالترهل الذي نشهده”.
وحذّر, “القوى السياسية من الاستمرار في السجال السياسي الحاد الدائر، حول الرئاسة الأولى أو الموقف من الحكومة أو النظرة إلى المرحلة السابقة، نظراً لتداعيات هذا السجال على صعيد الشارع المتشنج طائفياً ومذهبياً وسياسياً، والذي قد يتسبب بتوترات أمنية أو أن يدخل على خطه من يريد العبث بأمن هذا البلد واستقراره”.
وأردف, “إننا أحوج ما نكون في هذه المرحلة إلى الخطاب الهادئ الذي يسد منافذ الفتن، ويدفع إلى تحريك العقول لدراسة الأسباب التي أدت إلى ما وصل إليه البلد وكيفية معالجتها للنهوض به من كبوته بدلاً من خطاب شد العصب واللعب على وتر الغرائز الطائفية والمذهبية، والذي لن ينقذ المواقع التي تتداعى، وهو خطاب مجه اللبنانيون وتعبوا منه وممن تعلقوا به بعد أن خبروا نتائجه.
وقال: “نبقى في الداخل وفي ظل تفاقم أزمة المودعين وما وصلت إليه، لندعو مجدداً المصارف إلى تحمل مسؤوليتها تجاه من أودعوها أموالهم، فهي المسؤولة أولاً وأخيراً عن أموال المودعين ولدراسة كل السبل الكفيلة لإعادتها ولو تدريجاً حتى لا يدفعهم اليأس إلى سلوك طريق استعمال القوة، والذي لا نريد الوصول إليه ولا ندعو إليه…”.
وختم فضل الله بالقول: “أخيراً، إننا نرجو من أهالينا أن يحرصوا على التنبه من وباء الكوليرا الذي بات يطرق أبوابنا، والذي بتنا نخشى من تفشيه رغم أنه لا يزال في نطاق محدود، وذلك من خلال اعتماد أقصى سبل الوقاية والتأكد من سلامة الماء الذي نشربه والذي نستعمله والغذاء الذي نتناوله، في الوقت الذي ندعو وزارة الصحة ومعها كل العاملين في المجال الصحي والاستشفائي إلى العمل بكل جدية والتعاون لمواجهة خطر تفشي هذا الوباء من خلال توفير كل وسائل الوقاية والسلامة والاستشفاء