بعد الحدود البحريّة… عودة: لترسيم كل حدود لبنان
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
بعد قراءة الإنجيل ألقى عظة قال فيها: “تعيد كنيستنا المقدسة اليوم لآباء الكنيسة الثلاثمئة وسبعة وستين، الذين اجتمعوا في المجمع المسكوني السابع، في مدينة نيقية، عام 787، ودافعوا عن عقيدة إكرام الأيقونات. الموضوع الأساسي الذي شغل هؤلاء الآباء القديسين كان إكرام الأيقونات وإعادتها إلى الحياة الكنسية بعدما شن محاربو الأيقونات حملة على الأيقونات، محاولين تحطيمها، ومانعين إكرامها وتعليقها في الكنائس والبيوت، مدعين أن تكريمها هو عبادة أوثان. سنتكلم اليوم على هذا المجمع، عل أبناء كنيستنا يتذكرون تقليد كنيستهم، ولا ينجرون إلى ادعاءات هذا العالم الذي أصبح قائما على الشعبوية، وتسطيح استقامة الرأي، وإنزال الإيمان السامي إلى دركات البشرية، والقبول بكل شيء حتى ولو كان خارجا عن إطار تحديدات الكنيسة المقدسة، التي جاهد آباؤها على مدى القرون، باذلين أنفسهم من أجل الحفاظ عليها”.
أضاف: “حدد آباء المجمع السابع موقفهم من الأيقونات بقولهم: “إننا نحافظ على كل تقاليد الكنيسة، حتى يومنا هذا، بلا تغيير أو تبديل. ومن هذه التقاليد، الصور الممثلة للأشخاص، وهو تقليد مفيد من عدة وجوه، لا سيما أنه يظهر أن تجسد الكلمة إلهنا هو حقيقة وليس خيالا أو تصورا، لأن الصور، عدا ما فيها من إشارات وإيضاحات، تحرك المشاعر الشريفة”. إذا، تقليد كنيستنا من ناحية تمثيل القديسين قائم على الأيقونة لا سواها، التي سماها الآباء المستقيمو الرأي “إنجيلا مرسوما”، لأنها تساعد من لا يستطيع أن يقرأ على فهم تاريخ الله الخلاصي بين البشر، على الأرض. لقد كانت حجج الهراطقة مبنية على الكتاب المقدس إذ قالوا إن الله حرم في وصاياه أي رسم له لأنه لم ير، كما قالوا إن إكرام الأيقونات يمكنه أن يجعل الناس يعبدون المادة. ردت الكنيسة عليهم بقولها إننا نعبد المسيح ونكرم القديسين، وعلى رأسهم والدة الإله، تاليا نحن لا نكرم المادة بل الشخص المرسوم فيها، أي ما تمثله. يقول القديس يوحنا الدمشقي: “لا يمكن رسم الله الذي لا يدرك، ولا يحد، أما وقد ظهر بالجسد وعاش بين الناس، فأنا أرسم الله الذي تراه العين، وأنا لا أعبد المادة بل خالق المادة الذي استحال مادة من أجلي”.