قائد الجيش للضباط الجدد: لكم تعبكم وإنجازاتكم
جاء في في عدد شهري تموز/آب 2022 من مجلة الجيش:
يأتي لقاء قائد الجيش بالتلامذة الضباط عشية مغادرتهم الكلية الحربية متقلّدين سيوف المسؤولية كحلقة وصل بين مرحلتين: مرحلة الإعداد والتدريب الشاق، ومرحلة الممارسة العملية بما يُرتقب أن تتضمنه من مشقات وتحديات. ولقاء هذا العام تخطى أبعاده التقليدية ليكتسب أبعادًا أخرى فرضتها الظروف، وعكستها كلمة العماد جوزاف عون وتوجيهاته لدورة «مئوية الكلية الحربية».
أول ما توقّف عنده قائد الجيش هو كون هذه الدورة الأولى التي تتخرج منذ ثلاث سنوات بسبب قرار عدم التطويع الذي حدا بالقيادة إلى فتح مجال دخول الكلية الحربية أمام العسكريين، وهذا واحد من الأمثلة على اضطرار الجيش للتفتيش عن طرق لتلبية حاجاته، ليس على صعيد اللوجستية فقط، وإنما على صعيد قدراته البشرية أيضًا. وقد تعززت القدرات في دورة «مئوية الكلية الحربية» من خلال المستوى التعليمي العالي والشراكة بين الذكور والإناث الذين سيعملون معًا الكتف إلى الكتف للحفاظ على وطنهم. وتجربة الشراكة هذه شكّلت تحديًا لقائد الكلية وأركانها، وفق ما أشار إليه العماد عون، مردفًا أنّ الإرادة الصلبة ذللت جميع الصعوبات والعوائق، وهذه الإرادة مقترنة بالقدرة على الخلق هي ميزة الضباط الناجحين.
تعلّموا منهم
وتوجّه إلى من سيودّعون لقب «تلامذة ضباط» ليتسلموا سيوفهم ضباطًا كاملي المسؤولية، فذكّرهم بلقائه بهم يوم التحقوا قائلًا: «يومها كان مشروعكم مشروع تحدٍ»…لقد نجحتم وستتخرجون «بشطارتكم». وأضاف: توقعت ألّا يكون في هذه الدورة رسوب لأنكم دخلتم الكلية بكفاءتكم مزودين مستوى عاليًا من التعليم، لقد شكّلتم نخبة. وإذ هنّأهم وهنّأ أهاليهم والمؤسسة بهم، تمنى أن ينهوا خدمتهم من دون التعرّض لأي أذى، لكنّه أشار إلى أنّ التضحية وصولًا إلى الشهادة هي قدر وليست خيارًا في الحياة العسكرية، خصوصًا أنّ تحديات كثيرة سوف تواجههم على الأرض في ظل الأوضاع التي نعيشها. والتحديات توجب عليهم الوقوف إلى جانب العسكريين ومساعدتهم على تخطي الظروف الصعبة والمحافظة عليهم، ما يتطلّب المبادرة والقدرة على إيجاد الحلول، وهذا ما فعله ضباطنا خلال الأزمات الكثيرة التي واجهناها في السنوات الأخيرة، وما جعل الجيش يصمد ويبقى على تماسكه وجهوزيته. وأوصاهم: «تعلّموا منهم».