فضل الله: الوطن لا يتحمل الفراغ وهذا الخيار الوحيد أمام اللّبنانيين!
أكد العلامة السيد علي فضل الله أنّ “لا خيار أمام اللّبنانيين إلا الإسراع في انجاز الإستحقاقات الدستورية، لأن الوطن لا يتحمل أي فراغ”، داعيًا الأطراف السياسية إلى “تحمّل مسؤولياتها والخروج من مصالحها الخاصة”.
وحذّر من “خطورة عودة المنطق القديم المتجدد الذي لا يعتبر العدو الصهيوني يمثل خطرًا على لبنان”، مؤكدًا “نحن لسنا هواة حرب لكننا سنصر على استعادة حقوقنا النفطية والغازية ولن نسمح لهذا العدو أن يحقق أهدافه”.
وأضاف، “علينا أن نكون في موقع المسؤولية في أي مكان نتحرك فيه، فالفكر الذي نحمله يجب أن يكون مبنيًا على قواعد صحيحة ودقيقة وقناعات واضحة، حتى لا تتسلل إلى عقولنا أفكار بعيدة من واقعنا مغلفة بعناوين معينة، تهدف إلى ضرب مجتمعنا ومفاهيمنا وقيمنا وتسقطنا من الداخل وتجهض احلامنا وقضايانا”.
وتطرق السيد فضل الله إلى “ضرورة وعي الكلمة المسؤولة في حياتنا فلا نطلقها إلا بعد دراسة تداعياتها الإيجابية والسلبية حتى لا نسقط هذا الواقع الذي نعيش فيه ونصنع الفتن وتسقط معها كل قضايانا، فنحن عندما نؤيد أو نصفق لهذا الفريق علينا أن نسأل عن المعايير التي دفعتنا إلى ذلك هل هو المعيار الطائفي أو المذهبي أو العشائري أو غيره”.
وأوضح فضل الله أنّ “الوطن الذي عمل لأجله فقيدنا استطاع أن يكسر هذا الإحتلال ويُحرّر هذه الأرض المباركة بفعل تلاحم مقاومته وجيشه وشعبه، ويُسقط كل المؤامرات التي تسعى للنيل منه، وتعمل على تقسيمه وتهدف إلى إضعاف كل مواقع القوة فيه من خلال حصار اقتصادي واجتماعي ومالي يهدف إلى النيل من كرامة هذا البلد وعزته ويسعى لفرض شروط العدو عليه”.
وحيا فضل الله “رامية هذه البلدة الوديعة ومعها البلدات الجنوبية التي عانت الكثير من احتلال العدو ومن اعتداءاته ودفعت الشهداء والجرحى والغالي من الممتلكات والمنازل”، محذرًا من خطورة عودة المنطق القديم المتجدد الذي لا يعتبر العدو الصهيوني يمثل خطرا على الوطن، بل هناك من يعمل في السر والعلن وتحت شعارات متعددة لنزع صفة العداء عنه، والتعتيم على عنصريته واطماعه ومشاريعه للسيطرة على هذا البلد وثمة من يسعى إلى الترويج للتطبيع معه تحت حجج واهية”.
وقال فضل الله: “لقد جرب البعض في هذا الوطن التحالف مع هذا العدو فماذا كانت النتيجة إلا الويلات والمصائب من حروب وفتن وتفتيت من خلال العبث بمكونات الوطن وتحريض طوائفه بعضها على بعض، فحذار من ان يعيد احدا المحاولة ثانية وتخدعه احلامه وأمانيه غير الواقعية”.
وشدّد على “ضرورة أنّ يكون الموقف اللبناني واحدا في مواجهة كل محاولات العدو منع لبنان من حقه في استخراج ثروته الغازية والنفطية من خلال محاولات المماطلة والتسويف وتقطيع الوقت، ومن هنا إننا لن نقبل أن يصادر أحد مستقبلنا وثرواتنا أو يعمل لتبديد عناصر القوة في مجتمعنا والهادفة لإسقاط هذا النموذج المقاوم، والذي من دونه لن نحرر أرضا أو نستعيد حقا أو ثروة”، مشيرا إلى “أننا لسنا هواة حرب ولكننا لن نقبل بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء ولن نسمح لهذا العدو أن يحقق أهدافه”.
وأردف، “لا خيار أمامنا بين الفراغ الذي يؤدي إلى الفوضى والمجهول ويخدم اهداف العدو وبين تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس للجمهورية إلا الإسراع في انجاز هذه الاستحقاقات الدستورية في أسرع وقت”.
وختم، “الوطن لا يتحمل أي فراغ ومن هنا ندعو الأطراف السياسية الى تحمل مسؤولياتها والكف عن المناورات والابتعاد عن لغة الاتهامات وتسجيل النقاط والخروج من مصالحها الخاصة وانانياتها، فالبلد لم يعد يتحمل انهيارا ويكفي إنسانه ما يعانيه من أزمات وذل”.