يتحضر أهل البقاع في شهر أيلول وأوائل تشرين اول لما هو متعارف بينهم ( المونة ) التي تستغرق منهم الكثير من الجهد والأعباء المالية ، الأغلب من الاهالي لم بنجز (مونته) لان المازوت يحتل المرتبة الأولى من تلك الأعباء فهو ينتظر ان تنجلي صورة المازوت المنزلي الإيراني الذي سيتم توزيعه بأسعار مدروسة .
يعد تحضير المونة البيتية من أساسيات العيش عند أبناء البلدات والقرى البقاعية، إذ تعتبر حاجة ضرورية خاصة عند أهالي القرى التي تحاصرها الثلوج في فصل الشتاء ، وهي في نفس الوقت إرثا تراثيا عند الأغلب منهم.
يعاني اليوم كل أبناء البلاد أزمة إقتصادية ومعيشية إذ تعتبر الأسوأ عليهم لان اللبناني لم يختبر مثلها أيام الحروب العسكرية فهي أثقلت كاهل الموظف الذي يتقاضى راتبه بالليرة اللبنانية التي فقدت قيمتها امام الدولار ، وأمام جنون العملة الخضراء أصبحت العائلات امام ابتلاء كلفة( المونة ) التي اسدلت ستار الفقر على الأغلب منهم ولا ننسى إستحقاق مازوت التدفئة والمدارس الذي يرافق( المونة) .
يلازم تحضير المونة بشكل وثيق المنتجات الزراعية التي ارتفعت أسعارها بشكل جنوني فكلفة الكشك تتخطى راتب موظف اما المكدوس فحدث ولا حرج الراتب الشهري لا يكفي لشراء الزيت والجوز لتحضيره، وهذه الأنواع تحتاج ايضا للمازوت في الإعداد فالبعض لجأ الى قص الأشجار التي يمتلكها للتخفيف من وطأة المحروقات على كافة انواعها التي لدعت جيوب الموظفين . ولا ننسى الحبوب على كافة انواعها التي بدورها تقضم الرواتب كذلك المخللات بأنواعها ارتفعت كلفتها والمربيات ايضا التي تعتمد العائلات بتحضيرها على الفاكهة الطازجة التي حلقت اسعارها ايضا فإقتصر إعداد هذه الأنواع على العائلات الأكثر يسرا.
يحضر ببالنا ايضا نوع من انواع المونة ( القورما ) التي كانت سيدة بعض الأطباق في الزمن الجميل اما في يومنا الحاضر فهي معدومة لأن بعض العائلات لا تزور محلات اللحوم على كافة انواعها خلال الشهر الا مرة واحدة .
فرضت أسعار المحروقات نفسها بكافة انواعها كشريك أساسي في راتب الموظف مما جعله يفكر بالصوم ، والإستغناء عن الكثير من انواع (المونة) التي أصبحت حكرا لطبقة معينة وأصبح يردد في داخله هذا ما جناه علي ساسة لبنان العظام وأنا لا اريد أن اجني بالمونة على احد من الأولاد.