شبكة استجواب الاخبارية
تعمل شبكة استجواب الاخبارية من مقرها دولة لبنان وهي شبكة إخبارية تقدم محتوى مميزاً وتغطية شاملة لأخبار المنطقة والعالم من خلال شبكة متكاملة.

منير الحافي: نحو مؤتمر إعلامي عام للنظر في مستقبل الإعلام.. لوقف النزف وإقفال المؤسسات

الروح المرحة والنظرة المفعمة بالتفاؤل والرقي في الفكر والمنطق تقابلك حين تلتقي الإعلامي المتميز منير الحافي.. من إذاعة صوت الوطن إلى العمل الوثائقي إلى استديوهات الأخبار في تلفزيون المستقبل.. مسيرة إعلامي عرف معنى الوطن وتأثر بفكر الرئيس الشهيد رفق الحريري.. إنتماؤه السياسي جزء لا يتجزأ من مسيرته الإعلامية.. بالنسبة إليه، الاختلاف في السياسة ليس عائقا للتلاقي مع الآخر على محبة الوطن ومصلحته العليا.. لبنان مساحة واسعة للمحبة والتعايش.. الإنسان هو القيمة الأولى والعائلة أقدس الكيانات.. .. من يحظى بتعاطفه يكون نقطة ضعفه .. منير الحافي في دردشة وديّة مع “استجواب” ، والكشف عن جوانب متميزة في شخصيته ومسيرته الإعلامية ، وتهنئة من القلب للإعلامي المتميز بمناسبة عيد مولده الذي يتزامن مع صدور هذا العدد في ….
    إذا سألنا عن الإعلامي منير الحافي يعرفه الجميع، ماذا لو سألنا من هو منير الحافي، الإنسان؟
أولاً، شكراً لاستضافتكم لي على صفحات مجلتكم، متمنياً أن تنال الانتشار الواسع في المجتمع اللبناني بأكمله، اعتماداً على مواضيع غنية وصدقية مكتسبة.
موضوع “الإنسان” من أهم المواضيع التي يمكن أن تُطرح في زمن قلّ فيه في رأيي زمن “الإنسانية” وصرنا في زمن المادية والوحشية! الحمدُلله أن منير الحافي ما زال إنساناً يحافظ أوّلاً على المبادئ الإنسانية المطلوبة. يحترم الناس، كلّ الناس. الحوار هو سبيله للإقناع، فإن لم أُقنع، ربما أقتنع وربما لا. لا أدَع الخلاف في الرأي يتحول إلى عداوة أو خصام. كل شخص إذاً يبقى على قناعاته، لكن يجب الاستماع إلى الآخر والقبول بوجوده. وفي تفصيل آخر، رداً على سؤالك، فمنير الإنسان، شخص بسيط، مؤمن، يحب الموسيقى والشعر والطبيعة الجميلة.

    أين كانت البدايات؟
البدايات الإعلامية كانت في الجامعة اللبنانية الأميركية وأنا على مقاعد الدراسة. كنتُ أسجل العديد من الوثائقيات بصوتي. انتقلتُ إلى إذاعة “صوت الوطن” وكانت إذاعة تابعة لجمعية المقاصد في بيروت. بعدها أخذني أستاذي علي جابر إلى “تلفزيون المستقبل” الذي كان مديره التنفيذي، وكان في طور التأسيس، فكنتُ من المؤسسين لهذا الصرح الإعلامي.

    لماذا اخترت الإعلام؟ هل كان حلماً لمنير الحافي؟ هل كان هدفاً في رسم أولوياته ومستقبله؟
لطالما أحببت الإعلام منذ صغري، وعند انخراطي في الجامعة كنتُ قد تسجلتُ في مجال “علوم الكومبيوتر” إلا أنني سريعاً ما غيرت اختصاصي إلى الإعلام. وكان ترددي إلى بعض الإذاعات في بداية دراستي، شجعني على الانتقال نحو الإعلام، فدرست مادة “الإذاعة والتلفزيون والسينما” ونلت شهادة بدرجة ممتاز من الجامعة اللبنانية الأميركية.

    ما رسالة منير الإعلامية؟
حقيقة، في الإعلام إجمالاً، لا يعترفون بما يسمونه “رسالة”. يعتبرون أن الإعلام مهنة، حرفة يجب أن تُعامل على هذا الأساس. يجب التنافس بها لجني الأموال! في اعتقادي الخاص، هي مهنة نعتاش منها صحيح، لكنني أرى أنه يجب على الإعلام أن يحمل راية الإنسانية أساساً له، ومساعدة الناس، والوقوف على حاجاتهم، ومحاولة تطوير المجتمع.

    هل من إعلام موضوعي حرّ في الفضاء الإعلامي العربي بتقديرك؟
لقد تحول الإعلام بفعل الخلافات السياسية المحلية و”المستوردة” إلى إعلام تابع لجهات سياسية وأحياناً طائفية وفي أحيان أخرى لدول. لذلك فإن أي وسيلة إعلامية اليوم، على العاملين فيها أن يلتزموا بسياساتها. لا شك أن بعض الإعلاميين يعملون على تمييز أنفسهم خصوصاً في وسائل إعلامية لا تنتمي “رسميا” إلى أحزاب. لذا، يكون هامش التحرك والموضوعية عندهم أوسع.

    كيف يتعاطى منير الحافي مع المعجبين / المعجبات، مع محبة الناس؟
أنا أحب الناس، والناس يحبونني والحمد لله. أتعاطى معهم بتفاعلية. أساس أي شهرة، محبة الناس.

    ماذا تمثل لك الشهرة؟ هل هي قيمة مضافة في حياة أي إنسان؟
الشهرة نعمة من الله، وعلى الشخص الاستفادة منها بالمفهوم الإيجابي، فيكون مثالاً يحتذى. أما إذا تم الاعتماد على الشهرة للتكبر لا سمح الله، فهذا في رأيي مقتلٌ وبداية سقوط.

    خارج الشاشة هل تعيش حياة بسيطة أم تتصرف انطلاقا مما تمثله من شهرة؟
لكل مقام مقال. العمل أمام الشاشة يتطلب التعامل بحرفية في القول والملبس والتصرف. خارج الشاشة، هناك حياة الأسرة والأصدقاء التي أعيش فيها حياة بسيطة جداً، وهناك أيضاً حياة المناسبات الرسمية التي تحتاج أيضاً إلى التعامل معها ببروتوكول مناسب.

    هل تعتبر أن القنوات الإعلامية اليوم تظلم الإعلامي بفرض توجهات معينة أم أنه يبقى خيارا لدى الإعلامي؟
القنوات الإعلامية لها حساباتها، وكل إعلامي لديه الحق في القبول أو عدم القبول في الوجود في المؤسسة التي يعمل فيها. من جهتي أنا ألتزم بسياسة “المستقبل” لأنني أنتمي إلى هذا التيار الذي اعتبره وطنياً عربياً مدنياً منفتحاً. لكن لا شك أن هناك زملاء في مؤسسات معينة لا يلتزمون بسياسة المؤسسة التي يعملون فيها، عند ذلك يكون وجودهم في المؤسسة مزعجاً لهم. وحقهم أن يكون لهم التزامهم الذي يرونه صائبا.

    لو عاد بك الزمن هل تختار مجددا ميدان الإعلام أم تختار ميدانا آخر؟
عشقت الإعلام منذ البدايات. اليوم وضع الإعلام صعب. لو عاد بي الزمن لاخترت الإعلام طبعاً. ولكن اليوم، العمل الإعلامي مقلق. المؤسسات تغلق أبوابها أو تقلص من موظفيها، وهناك “مضاربة” من التواصل الاجتماعي، فعلى خريجي المدارس أن يأخذوا ذلك بالاعتبار.

    ماذا عن خياراتك السياسية وهل لها ارتباط بعملك؟
خياراتي السياسية “مستقبلية”. أثق بالرئيس سعد الحريري كما وثقتُ بالرئيس الشهيد رفيق الحريري.

    كيف يفكر منير الحافي في لبنان؟
لبنان بالنسبة إلي وطن عربي ديمقراطي منفتح لجميع أبنائه. أرى أنه يجب علينا جميعاً أن نقوي الدولة لأنها ملاذنا وملاذ أبنائنا وأحفادنا. الدولة العادلة والشفافة، البعيدة عن الفساد، والتي يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات. هكذا نحمي لبنان، ونحمي أبناءنا من الهجرة.
    حدثنا عن أبرز سمات شخصية منير الطفل، المراهق، الشاب؟
عشت حياة طفولة جميلة رغم أيام الحرب الأهلية. والداي أطال الله بعمريهما، أعطياني كل الاهتمام بقدر المستطاع. في المراهقة يذهب الشخص إلى الاستقلالية أكثر، وعند الشباب يعود ليقدّر فضل الأهل عليه،  وأهمية القرارات التي أخذوها في سبيل معيشة العائلة. هذا الأمر يتكرر في رأيي عند كل العائلات. الحرب اللبنانية ظلمت الشعب ودمرت العديد من الأسر، لكن والحمدلله، عائلتي نجت من هذا الموضوع، لذلك نحن نتمنى أن ندفن الحرب وتداعياتها البغيضة إلى الأبد.

    ماذا تمثل العائلة لمنير الحافي؟
العائلة كيان جميل ومهم. العائلة عندي هي الأب والأم والإخوة والأخوات. والعائلة هي أيضاً الزوجة والأبناء. لكلّ وقته والاهتمام به. تأخذ عائلتي مني الاهتمام الذي يجب أن تناله.

    كيف تصف منير الأب / الزوج؟
صعب أن يصف الإنسان نفسه. لكن أعلم أنني إنسان مسؤول، لا أتخلى عن مسؤولياتي، أحمل همّ أبنائي، وأحاول أن أضعهم على السكة الصحيحة من أجل مستقبلهم، وأنصحهم في كل شؤون الحياة. أما في الحياة الزوجية، فأنا رجل ملتزم وأقدر المسؤولية المشتركة التي تتحملها معي زوجتي، كارين.

    من هي الشخصية الأقرب إلى قلب منير؟
والدي أطال الله بعمره، هو أبي ورفيقي.

    من يمثل نقطة ضعف في حياة منير الحافي؟
ليس هناك من شخص معين، لكنني إنسان “حنون”. من ينل عطفي فهو نقطة ضعفي.

    أي موقف أبكى منير الحافي؟
إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أبكاني.

    أي اللحظات هي الأجمل في حياتك؟
الجلسة في منزل أهلي على الغداء، إجتماع العائلة، لحظات الفرح مع زوجتي وأبنائي.

    من هي الشخصية التي اعتبرتها مثلا / نموذجا احتذيت به؟
رفيق الحريري. أحترم حبه لبلده وأبناء بلده من كل المناطق، إنفتاحه على كلّ الطوائف، وعمله من أجل لبنان آمن ومستقر، تعليمه للطلاب وتأمين فرص العمل لهم، سواء في مؤسساته الخاصة أو في الدولة التي كانت قد بدأت تستعيد “وعيها” بعد الحرب الأهلية التي انتهت باتفاق الطائف في العام ١٩٨٩. إغتيال الحريري أعاد عقارب الساعة إلى الوراء.
    كصحافي وإعلامي ماذا تقول عن مستقبل الصحافة الورقية في ظل طفرة التكنولوجيا؟
الصحافة الورقية تحتضر، إلا من يقاوم اليوم بكل ما آوتي من قوة. صحيح أن هجوم التكنولوجيا لن يبقي ولن يذر، لكن الصحف والمجلات في لبنان خصوصاً، لها تاريخها وهي جزء من ثقافة البلد. كلّ خوفي على العاملين في هذه المؤسسات، لأن فرص العمل لهم ستكون صعبة.

    هل تعتبر أن الإعلام البديل قادر على الحلول الكامل محل الإعلام التقليدي؟
في نهاية المطاف كل شيء يتحول. أنا اقترحت نوعاً من المؤتمر الإعلامي الذي يجلس فيه الإعلاميون والوزارات المعنية وممثلون آخرون عن الدولة للنظر في مستقبل الإعلام عموماً. أنا همّي الناس. والمشكلة تنتقل من الإعلام المكتوب إلى المسموع والمرئي. يجب أن نتحرك لوقف النزف وإقفال المؤسسات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
برجك اليوم : التوقعات الفلكية ليوم السبت 20 ابريل 2024 وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عامًا تصريح ناريّ من السيّد عن “النكزة الأخيرة” الطقس غير مستقرّ حتى هذا التاريخ بالتفاصيل.. هكذا تأثّرت أسعار العملات العالمية بعد الضربة الإسرائيلية ارتفاع أسعار الحروقات برجك اليوم : التوقعات الفلكية ليوم الجمعة 19 ابريل 2024 ما هي الأسباب الرئيسية لطنين الأذن؟ عمليّتان عسكريّتان لـ"حزب الله" ضدّ إسرائيل... ماذا استهدف؟ الحزن يخيم على عائلة الحريري! اغتيال ضابط كبير في مخابرات "حماس"! طهران تحاول تحميل "عيوبها القاتلة" للأردن! فرنجية والخازن في بكركي اسرائيل تستهدف منزلاً في الجنوب! حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقيّة استشهاد نحو 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب إسرائيل تراجعت عن مهاجمة إيران ليلة الإثنين تصاعد نذر مواجهة جديدة بين إيران وإسرائيل وسط قلق دولي من حرب إقليمية لم ندخل في الفراغ الا على ايام "حزب الله"... الجميل يصعّد! السفير المصري: يجب فصل أحداث الجنوب عن الملف الرئاسي العراق يسعى لتوقيع بروتوكول المياه خلال زيارة أردوغان الصين: نأمل أن تتوقف واشنطن عن اعتبار نفسها "فوق أي شخص آخر"